للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٧ - ١٨) ويدخل القصر في زي متسول، ويرى الخاطبين يأكلون ويتمتعون بماله، وتغلي مراجل الغضب في صدره حين يعلم أنهم يضاجعون خادماته بالليل وإن كانوا يغازلون بنلبي بالنهار. (١٩ - ٢٠) ويحتقره الخاطبون ويهينونه ولكنه يرد أذاهم بقوته وصبره. (٢١) وكان الخاطبون وقتئذ قد كشفوا حيلة النسيج التي خدعتهم بها بنلبي، وأرغموها على أن تفرغ منه، وتوافق على أن تتزوج من يستطيع منهم أن يشد وتر قوس أديسيوس المعلق على أحد جدران القصر، ويرمي منه بسهم يمر من فتحات اثنتي عشرة بلطة مصفوفة في صف واحد. ويحاولون جميعاً أن يفعلوا هذا ولكنهم لا يفلحون، ويطلب أديسيوس أن تتاح له الفرصة ليجرب حظه ويفلح فيما أخفقوا فيه. (٢٢) ثم يلقي عن نفسه القناع ويكشف عن حقيقة أمره وهو غضبان آسف، ويصوب سهامه إلى صدور الخاطفين ويقتلهم جميعاً بمعونة تلمكس، ويوميس، وأثينة. (٢٣) ويلقي صعوبة شديدة في إقناع بنلبي أنه هو أديسيوس، ذلك أن من أصعب الأمور أن تتخلى امرأة عن عشرين خاطباً من أجل زوج واحد. (٢٤) ويواجه هجمات أبناء الخاطبين، ويستل سخائم صدورهم ويستعيد ملكه.

وفي هذه الأثناء كانت أشد المآسي في القصص اليوناني تجري في مجراها. ذلك أن أرستيز Arestes بن أجممنون كان وقتئذ قد بلغ رشده، وأثارت أخته إلكترا ثائرته فأخذ بثأر أبيهما وقتلا أمهما وعشيقها. وقضي أرستيز بعدئذ سنين كثيرة يضرب في الأرض وهو ذاهب العقل حتى جلس آخر الأمر على عرش أرجوس - ميسيني (حوالي عام ١١٦٧ ق. م)، وضم بعدئذ إسبارطة إلى ملكه (١). ولكن بيت بلوبس Pelops أخذ بعد اعتلائه العرش في الاضمحلال،


(١) عثر السير آرثر إيفنز في قبر ميسيني في بؤوتيا على نقوش محفورة تمثل كهلاً يهاجم تمثالاً لأبي الهول وشاباً يهاجم رجلاً أكبر منه سناً وامرأة. ويرى أن هذه النقوش تشير إلى أديسيوس وأرستيز. وإذا كان يعزو هذه النقوش إلى حوالي عام ١٤٥٠ ق. م فإنه يرجع تاريخ أديسيوس وأرستيز بناء على هذا إلى عصر يسبق بمائتي عام العصر الذي حددناه في المتن إلى هاتين الشخصيتين تحديداً لا نجزم بصحته.