للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بليفيمس Polyphemus فأكل عدداً منهم، وأنقذ أديسيوس من بقي بأن أنام الوحش الجبار بعد أن أسكره، ثم حرق بالنار عينه الوحيدة. (١٠) ثم ركب الجوالون البحر مرة أخرى وأوغلوا فيه حتى وصلوا إلى أرض اللستريجونيين Laestrygonians، وكان هؤلاء أيضاً من أكلة اللحوم البشرية فلم تنج منهم إلا سفينة أديسيوس. ووصل هو ومن كان معه في السفينة إلى جزيرة إينيا Aenea حيث أغوت سرس Circe الإلهة الجميلة الغدارة معظم رفاقه بغنائها الجميل فدخلوا كهفها، ثم خدرتهم ومسختهم فصاروا خنازير. وأوشك أديسيوس أن يذبحها، ولكنه غير رأيه ورضي بحبها، ثم عاد هو ورفاقه إلى صورتهم البشرية وأقاموا مع سرس سنة كاملة. (١١) أبحروا بعدها مرة أخرى ووصلوا إلى أرض يغشاها الظلام السرمدي تبين لهم أنها مدخل الجحيم (هيدس Hades) ، وفيها تحدث أديسيوس إلى أطياف أجممنون وأكليز ووالدته. (١٢) ثم واصلوا سيرهم ومروا بجزيرة السيرينات Sirens، وهناك أنجى أديسيوس رجاله من أغانيهن المغوية بأن وضع شمعاً في آذانهم. ثم تحطمت سفينته في مضيق سلا Scylla وكربديس Charybdis (مسينا؟) ولم ينج ممن كانوا فيها إلا هو وحده، وقد نجا ليعيش تسع سنين أخرى في جزيرة كلبسو.

(١٣) ويتأثر ألسنوس بقصة أديسيوس وتدفعه شفقته عليه فيأمر رجاله أن ينقلوه بحراً إلى أتكا، على أن يعصبوا عينيه لئلا يعرف مكان أرضهم الهنيئة ويدل الناس عليها. وفي أتكا تقود الإلهة أثينة السائح الجوال إلى كوخ يوميوس Eumaeus راعي خنازيره. (١٤) ويستقبله الراعي ويكرمه إكراماً حاتمياً، وإن كان لا يعرفه. (١٥) وتقود أثينة تلمكس إلى هذا الكوخ نفسه (١٦) ويكشف أديسيوس عن نفسه لولده. (١٧) ويبكيان كلاهما "وينتحبان بحرقة وبأعلى صوتيهما"، ويفضي الوالد لولده بخدعة يقتل بها جميع الذين تقدموا لخطبة زوجته.