(٥) وهنا يدخل أديسيوس القصة لأول مرة. فقد كان "يجلس على ساحل جزيرة كلبسو"، وقد جف الدمع من عينيه وغاض ماء حياته الحلوة من شدة حزنه وحنينه إلى وطنه. نعم إنه كان يقضي ليله في الكهوف الجوفاء مضطجعاً على الرغم منه بجوار كلبسو، ينام وهو كاره بجوار الحورية المشتاقة، ولكنه كان يقضي النهار جالساً على الصخور والرمال، يبكي ويتوجع وينظر إلى البحر المضطرب" (٧٨) وتستبقيه كلبسو ليلة أخرى تأمره بعدها أن يصنع رمثاً ويبحر فيه منفرداً.
(٦) ويكافح أديسيوس البحر كفاحاً طويلاً ثم ينزل في أرض فيشيا الخرافية (ولعلها كرسيرا - كورفو Corcyra-Corfu) حيث تعثر عليه العذراء نوسكا Nausica وتأخذه إلى قصر أبيها الملك ألسنوس، وتعشق الفتاة البطل الجريء المفتول العضلات، وتفضي بسرها إلى أترابها فتقول لهن:"استمعن إليَّ أيتها العذارى ذوات الأذرع الجميلة البيضاء .... لقد كان هذا الرجل يبدو لي منذ قليل غير وسيم، أما الآن فهو في نظري كالآلهة التي تستقر في السماء الواسعة. ألا ليت رجلاً كهذا يصبح لي زوجاً، يقيم هنا، ألا ليته يرضي أن يقيم هنا معي"(٧٩). (٧ - ٨) ويعجب ألسنوس بأديسيوس أشد الإعجاب فيعرض عليه أن يزوجه نوسكا، ويعتذر أديسيوس ولكنه يسره أن يقص عليه قصة عودته من طروادة.
(١١) فيقول للملك: إن سفنه قد دفعتها الرياح عن طريقها إلى أرض أكلة (اللوطس)، وإن هؤلاء قدموا لرجاله فاكهة اللوطس الحلوة فنسي الكثيرون منهم أوطانهم وحنينهم إليها، حتى لم يجد أديسيوس بداً من أن يرغمهم على العودة إلى سفنهم. وساروا من هنا إلى أرض السيكلوبين الجبابرة العور، الذين لا يقومون بعمل ولا يخضعون لقانون، ويعيشون في جزيرة تكثر فيها الحبوب والفاكهة البرية. ووقعوا في كهف السيكلوب