Chrysopolis (اشقودار الحالية) ونتقوبوليس Ncopolis، " مدينة النصر"، ثم شقوا طريقهم على طول الشاطئ الجنوبي للبحر الأسود، وأقاموا مدائن في هرقلية، وبنتيكا Pontica، وتتوم Tieum، وسينوب Sinope- التي يصفها استرابون بأنها مدينة مزدانة أفخم زينة (٩٤)، بها ملعب رياضي عظيم، وساحة كبرى، وأروقة مظللة ذات عمد؛ وكانت خليقة بأن يولد فيها ديوجين الكلبي Diogenes The Cynic؛ ثم تليها أميسس Amisus، وإينوي Oenoe، وتربوليس Tripolis، وترابيزوس Trapezus (تربزند أو طربزون)، والتي صاح فيها رجال زنوفون العشرة آلاف من فرط السرور حين أبصروا البحر الذي طالما تاقت نفوسهم لرؤيته. وقد كان افتتاح هذا الإقليم للاستعمار، على يد جيسن في أكبر الظن، ثم على أيدي الأيونيين فيما بعد، مصرفاً ينزح إليه من تفيض بهم المدائن الأصلية من السكان، وتنصرف إليه تجارتها، كما جعلها هذا الفتح مورداً للطعام والفضة والذهب، شأنها في ذلك شأن أمريكا بالنسبة لبلاد أوربا في بداية العصر الحديث (٩٥). واتجه اليونان نحو الشمال إزاء الساحل الشرقي لبحر اليوكسين حين وصلوا إلى كلكيز Colchis الميدية وأسسوا فاسيس Phasis، وديوسكورياس Dioscurias، وثيودوسيا Theodosia، وبنتيكبيوم Panticapaeum في شبه جزيرة القرم. وأنشئوا عند مصبي نهري البوج Bug والدنيبر مدينة ألبيا Olbia (نيقولايف الحالية) وعند مصب الدنيستر أسسوا مدينة تيراس Tyras، وأقاموا على نهر الدانوب مدينة ترسميس Troesmis. ثم اتجهوا جنوباً على طول الشاطئ الغربي، وشادوا مدائن إستروس Istrus (قنسطنطة أو قسطج)، وتومي Tomi (التي مات فيها أوفد)؛ وأدِسُّوس (وارنة)، وأبولونيا Apollonia (برجاس). وإن الرحالة الذي يدرك طول العصور التاريخية ليذهله قدم هذه المدائن التي لا تزال باقية حتى الآن،