للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

Leucippus ودمقرايطوس Democritus بعد ذلك العصر بنشر الفلسفة المادية الذرية (١) وأمام ساحل تراقية في البحر تقع جزيرة ثاسوس Thasos، " الجرداء القبيحة المنظر كأنها ظهر حمار في البحر" كما وصفها أركلوكوس (٩٩)، ولكنها كانت غنية بمناجم الذهب غنى جعل منتجاتها منه تفي بنفقات الأداة الحكومية كلها. وأنشأ الباحثون عن الذهب من اليونان وخاصة الأثينيون على ساحل مقدونية الشرقي أو بالقرب منه مدينتي نيبوليس Neapolis وأمفبوليس Amphipolis- وكان استيلاء فليب على هاتين المدينتين سبباً في اشتعال نار الحرب التي خسرت فيها أثينة حريتها. واستولى يونان آخرون معظمهم من كلسيس وإرتيريا على شبه جزيرة كلسديس Chalcidice ذات الأصابع الثلاث وسموها بهذا الاسم. وما وافى عام ٧٠٠ ق. م حتى كانوا قد أنشأوا فيها ثلاثين بلدة قدر للكثير منها أن تكون ذات شأن عظيم في تاريخ اليونان: استاجيروس Stageirus (مسقط رأس أرسطاطاليس) وسيوني Scione، ومندي Mende، وبوتيديا، وأكنثوس Acanthus، وكليوني Cleonae، وتوروني Torone، وأولنثوس Olynthus التي استولى عليها فليب في عام ٣٤٨ والتي تشتهر عندنا لصلتها بخطب دمستين. وقد كشفت أعمال الحفر الحديثة في أولنثوس عن مدينة واسعة الرقعة ذات بيوت كثيرة من طابقين يحتوي بعضها خمساً وعشرين حجرة. ويبدو أن هذه المدينة كان يسكنها في أيام فليب نحو ستين ألف نسمة. وفي وسعنا أن نستدل من هذا العدد الكبير الذي كان يقيم في مدينة صغيرة، على سرعة تناسل اليونان قبل عصر بركليز ونشاطهم وسرعة انتشارهم.

وآخر ما نذكره عن انتشار اليونان أن المهاجرين الأيونيين استقروا في الجزائر العوبية الواقعة بين كلسديس وجزيرة عوبية الكبيرة، وهي جيرونتيا Gerontia،


(١) هي الفلسفة القائلة بأن العالم يتكون من ذرات ترتب نفسها فيه في صور مختلفة. (المترجم)