للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وليونتيني، ومسانا؛ وفرض الضرائب على شرقي صقلية كله ليستعين بها على جعل سرقوسة أجمل العواصم اليونانية. ويقول عنه هيرودوت متحسراً: "وبهذه الطريقة أصبح جيلون ملكاً (١) عظيماً".

ثم صلح حاله وصار بابليون صقلية المعبود، حين بعث خشيارشاي أسطوله ليهاجم أثينة، فسير القرطاجنيون عمارة بحرية يكاد عدد سفنها يساوي عدد مراكب الأسطول الفارسي؛ لتنتزع جنة الجزائر كلها من أيدي اليونان. وكان مصير الجزيرة هو نفس المصير الذي لاقته بلاد اليونان حين واجه جيلون هملكار في هيمرا في نفس الشهر- أو في نفس اليوم كما تقول الرواية المتواترة- الذي واجه فيه ثمستكليز خشيارشاي في سلاميس.


(١) ويقول لوشيان Lucian: " لقد كان جيلون السرقوسي أبخر، ولكنه لم يعرف ذلك عن نفسه إلا بعد زمن طويل، لأن أحداً من الناس لم يجرؤ على أن يُطلع الطاغية المستبد على هذه الحقيقة، حتى جرأت امرأة أجنبية كانت ذات صلة به على أن تطلعه عليها، فما كان منه إلا أن ذهب إلى زوجتهِ وأنبها على سكوتها عن ذلك رغم ما لديها من الفرص الكثيرة التي كانت تمكنها من الإفضاء إليه بهذا السر، وكان دفاعها أنها كانت تظن أن الرجال كلهم على شاكلتهِ لأنها لم تعرف الرجال عن قرب طوال حياتها ولم تقترب منهم قط"، وبذلك لم يجد لنفسه حيلة معها.