شهرتها الآفاق في جميع هيلاس. وإن من الخطأ أن نفكر في الرجل اليوناني العادي على أنه طالب مولع بإسكلس أو أفلاطون؛ ذلك أن هذا اليوناني العادي كان كالبريطاني أو الأمريكي العادي مولعاً بالألعاب، وكان أبطالها المحبوبون هم آلهته على هذه الأرض.
وكانت الألعاب اليونانية أنواعاً مختلفة - منها ألعاب خاصة، وألعاب محلية، وألعاب بلدية، وألعاب يونانية جامعة. وإن الآثار القديمة حتى المحطم منها لتكشف عن ثبت طويل ممتع من الألعاب الرياضية. ففي متحف أثينة حجر على أحد وجهيه نقش يصور مباراة في المصارعة، وعلى الوجه الآخر مباراة لعبة الهكي Hockey (٢٩) . أما السباحة، وركوب الخيل العارية الظهر، ورمى القذائف واتقاؤها أثناء الركوب، فكانت كلها من مستلزمات اليوناني المهذب أكثر منها ألعاباً ومباريات. كذلك أصبح الصيد من ضروب الرياضة بعد أن لم يعد من وسائل العيش الضرورية. ولم تكن ألعاب الكرة أقل تنوعاً أو انتشاراً مما هي في هذه الأيام. وكانت كلمتا شاب ولاعب كرة مترادفتين في إسبارطة. وكانت تبنى في ساحات التمرين حجرات خاصة بألعاب الكرة يسمونها اسفيرستيريا sphairisteria، وكان معلموها يسمون اسفيرستاي Sphairistai. ونشاهد على نقش آخر رجالاً ترتد إليهم الكرة من أرض الحجرة أو جدارها، ثم يردونها هم براحة اليد (٣٠)، ولسنا نعرف هل كان اللاعبون يفعلون ذلك بالتناوب كما نفعل نحن بكرة اليد في هذه الأيام. وكان من بين ألعاب الكرة لعبة تشبه لعبة اللاكرس Lacrosse الكندية وهي ضرب من لعبة الهكي تلعب بالمضارب ويصفها بولكس Pollecx، وهو كاتب من كتاب القرن الثاني بعد الميلاد، بعبارات كأنها من عبارات هذه الأيام فيقول:
"يجتمع بعض الشبان ويقسمون أنفسهم جماعتين متساويتين في العدد ويتركون في أرض منبسطة - أعدوها من قبل وقاسوها - كرة مصنوعة من