كانت الصلات الجنسية الصريحة، ولأنها كانت في بدايتها احتفالاً مرحاً يقوى التناسل، فكان القائمون بها يتحللون من كثير من القيود الأخلاقية في المسائل الجنسية، وكانت قواعد الآداب وقوانينها يقف العمل بها في يوم الاحتفال، فتباح حرية الكلام بأفحش الألفاظ Parrhasia (٩٣) . وكان كثير من المحتفلين يتزينون بزي جنيات الحراج الديونيسية، ويضعون في ثيابهم ذيل ماعز وعضو تذكير اصطناعي طويل من الجلد الأحمر. ثم أصبح هذا هو اللباس التقليدي على المسارح التي تمثل الملاهي؛ وكان في عهد ارستفنير عادة دينية لا يمكن التحلل منها. والحق أن عضو التذكير ظل رمزاً ملازماً للمهرج في الملهاة حتى القرن الخامس في أوربا الغربية، وحتى آخر أيام الإمبراطورية البيزنطية في أوربا الشرقية (٩٤). وكان يصحب عضو التذكير في الملهاة القديمة ذلك الرقص الفاحش الخليع المعروف برقص الكرداكس (٩٥) Kordax.
ومن أغرب الأشياء أن تحوُّل مرح الإنبات الريفي إلى الملهاة التمثيلية قد حدث أولاً في صقلية. ذلك أن رجلا يدعى سوزريون Susarion من أهل مجارا هبليا Megara Hyblaea القريبة من سرقوسة هو الذي حول موكب الفن الجديد من صقلية إلى البلوبونيز ومنها إلى أتكا. وكان الممثلون المتنقلون، أو الهواة المحليون، يمثلون الملاهي في القرى. ومر قرن كامل قبل أن يعنى ولاة الأمور- على حد قول أرسطاطاليس (٩٧) - بالملهاة عناية جدية فيبيحوا تمثيلها في الأعياد الرسمية (٤٦٥ ق. م).
ونشأت المأساة- Tragoidia- أو أغنية الماعز- بالطريقة عينها من محاكاة المحتفلين رقصاً وغناءً بعيد ديونيسس، المتشبهين بجنيات الغابات، والمرتدين جلود المعز (٩٨). وقد ظلت هذه المحاكاة جزءاً أساسياً من المسرحيات الديونيسية إلى أيام يوربديز، فكان ينتظر من كل مؤلف لمأساة من ثلاثة فصول أن يراعى