ملتيادس. وكان سيمون متصفاً بمعظم الفضائل التي تنقص ثمستكليز، ولكنه كانت تعوزه الكياسة والمقدرة اللتان لا بد منهما للنجاح في الحكم والسياسة. ولما ضاق ذرعاً بما كان يحاك في المدينة من دسائس تولى قيادة الأسطول، وثبت دعائم الحرية في بلاد اليونان بما ناله من النصر في يوريميدون، وعاد إلى أثينة ظافراً ولكنه فقد حب الشعب له حين أشار بتسوية النزاع مع إسبارطة. ووافقت الجمعية على كره منها أن تعهد إليه قيادة قوة أثينة لمساعدة الإسبارطيين على إخضاع الهيلوتيين في إيثومي، ولكن الإسبارطيين لم يأمنوا للأثينيين وارتابوا فيهم وهم يريدون لهم الخير. وبلغ من سوء ظنهم بجنود سيمون أن عادوا إلى أثينة غاضبين، كما عاد سيمون يجلله الخزي والعار، وسقطت مكانته بين مواطنيه. وفي عام ٤٦١ صدر قرار الجمعية بنفيه بتحريض بركليز، وسقطت بسقوطه منزلة الحزب الألجركي إلى الحضيض، حتى لقد ضلت الحكومة مدى جيلين في قبضة الدمقراطيين. وبعد أربع سنين من سقوطه استصدر بركليز من الجمعية قراراً باستدعائه مدفوعاً إلى ذلك بندمه على فعلته (أو لعشق إلبنيس Elpenice أخت سيمون كما تقول الشائعات)، ومات سيمون ميتة شريفة في معركة بحرية في جزيرة قبرص.
وآلت زعامة الحزب الدمقراطي وقتئذ إلى رجل قد يُدهَش القارئ إذا قلنا إنا لا نعرف عنه إلا القليل، مع أن نشاطه هو الذي غير مجرى تاريخ أثينة، والرجل الذي نعنيه بقولنا هذا هو إفيلتيز. وكان إفيلتيز هذا رجلا فقيراً ولكنه طاهر اليد، ولم يعش طويلاً بعد أن هدأت نار الأحقاد السياسية في أثينة. وكانت الحرب قد زادت من قوة حزب الشعب لأن المواطنين الأحرار نسوا إلى حين ما كان بين طبقاتهم من شقاق وانقسام، ولأن الجيش - الذي كان يسيطر عليه الأشراف - لم يكن هو الذي كسب معركة سلاميس، بل كسبها الأسطول، وكان رجاله من فقراء المواطنين كما