الجزائر استسلمت للفرس أسرع مما ينبغي لها أن تستسلم، وأنها أمدت خشيارشاي بالجند؛ ويلوح أنه أعفى بعض المدن من هذه الجزية بعد أن قدمت له الرشا (٢). ولهذه الاعتبارات عينها أعد العدة لاستدعاء بعض المنفيين، ويقول تيموقريون Timocreon إنه كان يحتفظ بما يقدم له من الرشا وإن لم يفلح في إعادتهم (٣) إلى أوطانهم. ولما عهد إلى أرستيديز الإشراف على الأموال العامة وجد أن من كانوا يشرفون عليها قد اختلسوا الكثير منها، وأن ثمستكليز لم يكن أقلهم اختلاساً (٤) وتبديداً لها، وأصدر الأثينيون حوالي عام ٤٧١ قراراً بنفيه من البلاد لأنهم كانوا يخشون مقدرته وفساد ضميره فخرج منها يريد البقاء في أرجوس. ولكن وثائق ذات بال لم تلبث أن وقعت في يد الإسبارطيين تثبت على ما يظهر أن ثمستكليز دارت بينه وبين بوزنياس نائب الملك عندهم، وكانوا قد أماتوه جوعاً لأنه اتصل بالفرس في مفاوضات تثبت عليه الخيانة لبلاده. وانتهزت إسبارطة هذه الفرصة لإسقاط عدوها، فأطلعت أثينة على هذه الوثائق وأرسلت أثينة من فورها أمراً بالقبض على ثمستكليز؛ فما كان منه إلا أن فر إلى كرسيرا Gorcyra، وأبت هذه أن تحميه، فلجأ إلى بيروس حيث أقام زمناً قصيراً، ثم أبحر منها سراً إلى آسية، وطلب إلى خليفة خشيارشاي أن يكافئه على منعه اليونان من تعقب آثار الأسطول الفارسي بعد سلاميس؛ وانخدع أرتخشتر (أردشير) بما وعده به ثمستكليز من مساعدة على إخضاع بلاد اليونان (٥) فضمه إلى مستشاريه وخصه بموارد بعض المدن الخاضعة لحكمه. وقبل أن يستطيع ثمستكليز إنقاذ الخطة التي أقضت مضجعه عاجلته المنية في مجنيزيا عام ٤٤٩ وهو في سن الخامسة والستين، بعد أن نال إعجاب بلاد البحر الأبيض المتوسط كلها واكتسب كراهيتها.
وآلت زعامة الحزب الدمقراطي في أثينة بعد ثمستكليز وأرستيديز إلى إفيليتز، كما آلت زعامة الحزب الألجاركي أو حزب المحافظين إلى سيمون بن