للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقبته المخروطية الشكل. وقد أتاح هذا البناء لهجائي بركليز المستمسكين بالقديم فرصة اغتنموها فأخذوا من ذلك الحين يسمون رأس بركليز المخروطي "أودينَة Odeion أي بهو غنائه". وأقيم معظم الأوديوم من الخشب فلم يلبث إلا قليلاً حتى عدا عليه الدهر. وكانت تقام فيه الحفلات الموسيقية، ويتدرب فيه الممثلون على تمثيل مسرحيات ديونيسس، وتجري فيه كل عام المباريات التي أنشأها بركليز في الموسيقى الصوتية والوترية. وكثيراً ما كان هذا السياسي الذي نبغ في كثير من الأعمال يقوم بالحكم في هذه المباريات.

وكان الطريق الموصل إلى قمة التل في الأيام القديمة ملتوياً متدرجاً، على جانبيه تماثيل وقرابين الشكر للآلهة. وكان بالقرب من قمة التل مجموعة من الدرج الرخامية العرضة الفخمة تستند إلى بروج على كلا الجانبين. وشاد كلكراتيز فوق البرج الجنوبي أنموذجاً مصغراً لهيكل أيوني لأثينة في صورة نيكي أبتروس Nike Apteros أو النصر غير ذي الجناح (١). وكانت نقوش جميلة (لا يزال بعضها محفوظاً في متحف أثينة) تزين الحاجز ذا العمد الصغيرة هي وطائفة من التماثيل تمثل النصر المجنح وتحمل أثينة الغنائم التي جاءت بها من أماكن قاصية. وقد صنعت هذه التماثيل على صورة أجمل تماثيل فدياس، وهي أقل قوة وعنفاً من تماثيل الإلهات الضخمة التي في البارثنون، ولكنها أكثر منها رشاقة في حركتها، وأرق منها وأقرب إلى الطبيعة في شكل ملابسها، وتمثال النصر الذي يربط خفيه خليق باسمه لأنه نصر حق للفن اليوناني.

وأقام نسكليز Mnesicles في أعلى سلم الأكربوليس مدخلاً ذا خمس


(١) كثيراً ما كانت تماثيل النصر تصنع من غير أجنحة حتى لا تستطيع مغادرة المدينة. وقد هدم الأتراك هذا المعبد في عام ١٦٨٧ م ليقيموا مكانه حصناً. واستطاع لورد إلجين Lord Elgin أن ينقذ من العطب بعض قطع من الإفريز ويرسلها إلى المتحف البريطاني. وفي عام ١٨٥٣ أعيدت أحجار الهيكل وأعيد بناؤه في مكانه الأصلي، ووضعت قوالب من الصلصال المحروق في موضع الأماكن المفقودة من الإفريز الذي أصابه كثير من الدمار.