انتظار مؤلم طويل، فأقضي نحبي وأنام النوم الأبدي الذي لا صحوة منه. ليت الله يمن عليَّ بهذا بعد أن لاقى الردى من كان يرعاني حبه" (٤٩).
والمسرحية الثانية من هذه الثلاث المسرحيات المجتمعة هي الكئفوري Choephoroe أو حاملات قربان الخمر. واسمها مشتق من جماعة النساء اللاتي يأتين بالقرابين إلى قبر الملك. وكانت كلتيمنسترا قد أرسلت أرستيز ابنها الصغير ليربى في فوسيس Phocis القاصية عساه أن ينسى مقتل أبيه، ولكن شيوخ تلك الجزيرة يعلمونه قانون الثأر القديم:"إن نقطة الدم المراقة تتطلب دماً جديداً"؛ وكانت الدولة في تلك الأيام المظلمة تترك عقاب القتل لأولياء القتيل، وكان الناس يعتقدون أن روحه لا تجد الراحة حتى يثأر له. واستحوذت فكرة الانتقام على أرستيز وأقضت مضجعه، وكانت توحي إليه أن يقتل أمه وإيجسثس. وتحقيقاً لهذا الغرض يأتي سراً إلى أرجوس مع رفيقه بيلديز Pylodes، ويبحث عن قبر أبيه، ويضع عليه خصلة من شعره. ويسمع الشبان وقع أقدام ساكبي قربان الخمر على القبر فيبتعدان عنه ويصغيان في ذهول إلى إلكترا أخت أرستيز الحزينة وقد أقبلت مع جماعة من النساء، ووقفت عند القبر، وأخذت تناجي روح أجممنون وتدعوه لأن يثير أرستيز فيأخذ بثأر أبيه. وهنا يكشف أرستيز عن نفسه، فتصب من قلبها المثقل بالهموم في عقله الساذج أن عليه أن يقتل أمه، ويذهب الشابان إلى قصر الملك في زي تاجرين؛ وترحب بهما كلتيمنسترا وتكرمهما فيرق لها قلباهما، ولكن أرستيز يختبرها بقوله إن الغلام الذي أرسلته إلى فوسيس قد مات؛ ويستولي عليه الفزع حين يرى البهجة بادية في حزنها. وتستدعي إيجسثس يستمع معها إلى أن الفتى الذي يخشيان انتقامه قد قضى نحبه، فيقتله أرستيز ويدفع أمه إلى القصر، ثم يخرج بعد هنيهة وقد جن جنونه أو كاد لشعوره بأنه قتل أمه ويقول: