للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مسرحياتهما لم تلبث أن نسيت وطغى عليهما سناً من المسرحيات الحديثة. وفي هذه المسرحية ينظر يوربديز إلى قدوم كليتمنسترا وابنتها نظرة عطف وحنان، ويظهر أرستيز "وهو لا يزال بعد طفلاً رضيعاً لا يستطيع الكلام" ليشهد خرافة القتل التي تقرر مصيره فيما بعد. وترى الفتاة يجللها الخفر وتغمرها السعادة وهي تهرول لتحيي الملك:

إفجينيا: ما أشد شوقي يا أبتاه إلى أن أرتمي على صدرك بعد هذا

الغياب الطويل؟ وأرجو ألا يغضبك أنني قد سبقت غيري

إليك- لأني مشتاقة إلى طلعتك .... ولأنك يسرك كل

السرور أن تراني. ولكن لم أراك مهموماً محزوناً؟

أجممنون: إن الملوك والقادة كثيرو الهموم.

إفجينيا: لتكن هذه الساعة لي- هذه الساعة لا أكثر. لا تستسلم للهموم!.

أجممنون: سأكون كلي لك؛ فلا تتشتتي يا أفكاري. . .

إفجينيا: ومع هذا- ومع هذا- فإني أرى الدموع تترقرق في عينيك!

أجممنون: نعم، لأن الغياب في المستقبل سيطول.

إفجينيا: لست أعرف، لست أعرف، يا أبتي العزيز ماذا تقصد؟

أجممنون: إن فطنتك الرشيدة تضاعف أحزاني.

إفجينيا: سأنطق إذن بالسخف لأدخل السرور على قلبك (٨٨).

وحين يقبل أخيل تتبين أنه لا يعرف شيئاً عن زواجهما المزعوم، بل تعرف بدل هذا أن الجيش قد طال انتظاره للتضحية بها؛ فتلقي بنفسها على قدمي أجممنون وتتوسل إليه أن يبقى على حياتها:

لقد كنت أولى أبنائك- وأولى من قال لك يا أبت، وأولى من جلس على ركبتيك من أطفالك؛ وتبادلت وإياك الحديث في مسرات الحياة. وهذا