المذبحة. وبعث باكيز إلى أثينة ألفاً من زعماء الثوار، قتلوا عن آخرهم إجابة لاقتراح كليون وجرياً على سنة ذلك العصر (١٤). وكفر كليون على ذنبه بأن مات في الميدان وهو يحارب البطل الإسبارطي براسيداس Brasidas الذي كان يستولي على المدن في شمال بلاد اليونان الأصلية والخاضعة لأثينة أو المتحالفة معها مدينة في إثر مدينة. وهذه الحرب هي التي خسر فيها توكيديدز منصبه البحري ومسكنه في أثينة من جرّاء تباطؤه في إنقاذ أمفبوليس المدينة التي كانت تتحكم في مناجم الذهب في تراقية. وقتل براسيداس في هذه الحرب نفسها، فلم تجد إسبارطة زعيماً يستطيع مواجهة الهيلوتيين الذين كانوا يهددونها بالثورة فعرضت الصلح مرة أخرى على أثينة، وانصاعت أثينة للمرة الأولى لنصيحة الزعيم الألجركي فوقعت صلح نيشياس (٤٢١). ولم تكتف المدن المتحاربة بأن تعلن انتهاء الحرب، بل وقعت شروط حلف يستمر خمسين عاماً، وتعهدت أثينة أن تخف لمساعدة إسبارطة إذا ما ثار عليها الهيلوتيون (١٥).