من القيود الأخلاقية القديمة - فتحرر الابن من سلطان أبويه، وتحرر الذكور من الزواج، وتحررت المرأة من الأمومة، وتحرر المواطن من التبعة السياسية. وما من شك في أن أرسطوفان قد بالغ في وصفه لهذه التطورات، وإذا كان أفلاطون، وأكسانوفون، وإسقراط كلهم يتفقون معه في رأيه، فإنهم كانوا جميعاً من المحافظين الذين ترتعد فرائصهم من مثال الجيل الناشئ الجديد. وتحسنت أخلاق الناس في الحرب خلال القرن الرابع، وجاءت موجة من الإنسانية المستنيرة في أعقاب تعاليم يوربديز وسقراط والمثل الذي ضربه للناس أجسلوس (٢٧). ولكن الآداب والجنسية السياسية ظلت سائرة في طريق الانهيار، وزاد عدد العزاب والسراري وأصبحت الصلات بين هؤلاء وأولئك هي الطراز الحديث الذي يهواه الناس، كما أن الاتصال الحر بين الرجال والنساء أصبحت له الغلبة على الزواج الشرعي (٢٨). انظر مثلاً إلى هذا السؤال الذي يسأله أحد الأشخاص في مسلاة ألفت في القرن الرابع:"أليست الحظية مرغوباً فيها أكثر من الزوجة؟ ولم لا؟ إن إحداهما في جانبها القانون الذي يرغمنا على الاحتفاظ بها، مهما نكن كارهين لها، أما الأخرى فهي تعلم أن من واجبها أن تتسلط على الرجل بحسن سلوكها، وإلا فإن عليها أن تبحث لها عن رجل غيره"(٢٩). وعلى هذا النحو عاشر بركستليز ومن بعده هيبريديز Hypereides فريني Phryne، وعاشر أرستبوس لئيس Lais، وعاشر أستلبو Stilpo نكريتي Nikarete، وعاشر ليسياس متنيرا Metaneira، وعاشر إسقراط الصارم لجسكيوم Lagiscium (٣٠) . وفي ذلك يقول ثيوبمبس مبالغاً في قوله كعادة رجل الأخلاق:"لقد كان الشبان يقضون كل أوقاتهم بين السراري والقيان، أما الذين هم أكبر من هؤلاء قليلاً فكانوا منهمكين في الميسر والفسق، وكان الناس كلهم ينفقون على المآدب العامة والملاهي أكثر مما ينفقونه على الأعمال اللازمة لحفظ كيان الدولة ورعاية مصالحها"(٣١).