وسيرته، ورد عليه دمستين بخطبة من نوع خطبته هي خطبته الشهيرة المعروفة باسم "في سبيل التاج". ولا نزال نحس في كل سطر من أسطر الخطبتين بما كان يضطرم في صدر صاحبيهما من اهتياج شديد، وحقد في قلب عدوين التقيا وجهاً لوجه في ميدان القتال. وكان دمستين يعرف أن الهجوم أفضل من الدفاع، فقال إن فليب قد اختار بوقاً له في أثينة أحط خطبائها وأشدهم فساداً، ثم أخذ يرسم صورة لحياة إسكنيز يتجلى فيها الحقد بأوضح معانيه فقال:
لابد لي أن أدلكم على حقيقة هذا الرجل الذي يطلق لسانه بالشتائم المقذعة … وإلى أي الآباء ينتسب. الفضيلة أيها الوغد الخائن! … ما شأنك أنت أو أسرتك بالفضيلة؟ … وبأي حق تتحدث عن التربية والتعليم؟ … هل أقص على الناس كيف كان أبوك عبداً يدير مدرسة أولية قرب هيكل ثسيوس. وكيف كان مصفداً بالحديد في ساقه، وكيف كان حول عنقه طوق من الخشب، وكيف كانت أمك تقيم حفلات الزواج في مرافق بيت في وضح النهار؟ … لقد كانت تساعد أباك في كدحه في مدرسة صغيرة، تطحن له الخبز، وتنظف المقاعد بالأسفنج، وتكنس الحجرة، وتقوم بعمل الخادم … ثم سجلت اسمك في سجل أبرشيتك - وليس في مقدور أحد أن يعرف كيف استطعت أن تفعل ذلك، ولكن ما علينا من هذا - لقد اخترت لنفسك مهنة خليقة بأشرف الرجال المهذبين فكنت كاتباً وموصل رسائل لصغار الموظفين. وبعد أن ارتكبت جميع الجرائم التي تعير بها غيرك من الناس، أعفيت من هذا العمل … والتحقت بخدمة الممثلَين الشهيرَين سميلس Simylus وسقراط المشهورين باسم "المدمدمين". ومثلت أدواراً صغيرة تحت إشرافهم، فكنت تلتقط التين والعنب والزيتون وتعيش على هذه القذائف خيراً مما تعيش من جميع الوقائع التي كنت تخوضها للنجاة من الموت. إن الحرب التي كانت قائمة بينك وبين النظارة لم تكن فيها هدنة أو وقف للقتال …