للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآجر المحروق. وقد أضحى اسم تنجارا البؤوتية Boeotiam Tangara مرادفاً للتماثيل الصغيرة المصنوعة من الصلصال المحروق غير المزجج المصبوب على غرار طرز عامة، ولكنه يُشكَّل ويلون باليد فتخرج منه آلاف من الصور الفردية التي تنبعث فيها ألوان الحياة العامة على اختلاف أشكالها. وكان يلجأ إلى التصوير في هذا القرن كما كان يلجأ إليه في القرون السابقة له لمساعدة غيره من الفنون. غير أنه قد أصبحت له وقتئذ كرامة ومنزلة مستقلة، وأضحى أساتذته يُستدعَون لأداء أعمال فنية في جميع أنحاء العالم اليوناني. وكان بمفيلس الأمفبلوسي Panphilus of Amphipolis معلم أبليز يرفض أي تلميذ لا يبقى عنده اثنتي عشرة سنة كاملة، وكان يطلب ما يعادل ستة آلاف ريال أمريكي لتدريس المنهج. وقد أدى ناسون Mnason طاغية إلاتيه اللكرية Locrian Elatea عشر مينات أجراً عن كل صورة من المائة الصورة في منظر واقعة حربية رسمه أرستيدز الطيبي، وبذلك حصل هذا الرسام على مائة ألف ريال أمريكي أجراً لرسم منظر واحد، وهذا الطاغية المتحمس نفسه وهب اسكلبيودورس ما يعادل ٠٠٠ ر ٣٦٠ ريال أمريكي أجراً للوحة صُور عليها الاثنا عشر الكبار من الآلهة الأولمبية. ودفع ما يعادل ٠٠٠ ر ١٢ ريال أمريكي ثمناً لنسخة ثانية من الصورة الملونة التي رسمها بوسياس السشيوني لجلسيرا عشيقة مناندر (٢٦). ويقول بلني إن صورة من عمل أبليز كانت تباع بثمن يعادل ما في خزائن مدائن بأجمعها (٢٧).

ويقول هذا الهاوي المتحمس نفسه أن "أبليز القوسي فاق كل من عداه من المصورين السابقين واللاحقين، وإنه بمفرده أفاد فن التصوير كما لم يفده جميع المصورين مجتمعين" (٢٨). وما من شك في أن أبليز كان أعظم أهل فنه وأهل زمانه، ولولا ذلك لما استطاع أن يسرف هذا الإسراف النادر في مدح غيره من المصورين؛ من ذلك أنه لما علم أن بروتجنبر أكبر منافسيه يعيش في فقر مدقع، سافر إلى رودس لزيارته. ولم يكن بروتجنيز في مرسمه حين أقبل أبليز