Eudoxus وأرخيتاس Archytas لأنهما قاما بتجارب في الميكانيكا "فأفسدا الشيء الوحيد الطيب في الهندسة، وقضيا عليه قضاء مبرماً، وأبعداه بطريقة مخجلة يجللهما العار من المسائل العقلية الخالصة غير المجسمة إلى المحسوسات، واستعانا على عملهما هذا بالمادة". ويقول بلوتارخ بعد ذلك:"إن الميكانيكا قد انفصلت بهذه الطريقة عن الهندسة، وأنكرها الفلاسفة، وأهملوا أمرها، فأصبحت من فنون الحرب"(٢). على أن أفلاطون رغم هذا قد قدم للعلوم الرياضية بطريقته العقلية المجردة أجل الخدمات؛ فأعاد تعريف النقطة وقال إنها مبدأ الخط (٣)، ووضع قاعدة لإيجاد الأعداد المربعة التي هي مجموع مربعين (٤)، واخترع التحليل الرياضي أو ارتقى به (٥)، ونعني بالتحليل الرياضي البرهنة على صحة قضية أو خطأها بالنظر إلى النتائج التي يؤدي إليها الأخذ بها؛ وليست طريقة إقامة البرهان بنقض نقيضه إلا صورة من هذه الطريقة. وكان الاهتمام بالرياضيات في منهاج المجمع العلمي عوناً كبيراً للعلوم الطبيعية، ولو لم يؤد هذا الاهتمام إلا لتدريب تلاميذ مبتكرين أمثال أودكسوس النيدي (١)، وهرقليدس البنتي، لكفاه فضلاً.
وعمل أرخيتاس صديق أفلاطون على ترقية رياضيات الموسيقى، وضاعف المكعب، وكتب أول رسالة معروفة في الميكانيكا. هذا إلى أنه اختير حاكماً لمدينة تاراس Taras سبع مرات، وكتب عدة بحوث في الفلسفة الفيثاغورية. ويعزو إليه الأقدمون ثلاثة اختراعات عظيمة الخطر - البكرة وطارة السير، واللولب، (والخشخيشة). وكان الاختراعان الأولان أساس الصناعة الآلية، أما ثالثهما فيقول عنه أرسطاطاليس في كثير من الجد والوقار إنه "هيأ للأطفال