للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عملاً يشغلون به أنفسهم فمنعهم بذلك أن يحطموا ما في البيت من أدوات" (٦). وفي هذا العصر نفسه "ربع" ديونستراتس Dinostratus " الدائرة" باستخدام القوس الذي يمكن به إيجاد الخطوط المستقيمة المساوية لمحيطات الدوائر أو غيرها من المنحنيات. ووضع أخوه مينكموس Menaechmus أحد تلاميذ أفلاطون، أساس هندسة القطاعات المخروطية (١)، وضاعف المكعب، ووضع قاعدة التكوين النظري للخمسة أجسام الصلبة المنتظمة (٢)، وصاغ نظرية الأعداد الصماء، وأورث العالم تلك العبارة المشهورة، وهي قوله للإسكندر: "أيها الملك إن ثمة طرقاً للملوك وأخرى لعامة الشعب يسافرون عليها في أقطار الأرض؛ أما الهندسة فليس فيها إلا طريق واحد يسلكه جميع الناس (٣).

وأعظم رجال العلم في القرن الرابع هو أودكسوس الذي أعان بركستليز على تخليد اسم نيدس في التاريخ. وقد ولد فيها حوالي عام ٤٠٨، وشرع وهو في الثالثة والعشرين من عمره يدرس الطب مع فلستيون Fhilistion في لكري Locri، والهندسة مع أرخيتاس في تاراس، والفلسفة مع أفلاطون في أثينة. وكان لفقره يعيش معيشة ضنكا في بيرية، ويسير منها على قدميه إلى المجمع العلمي في كل يوم من أيام الدراسة. وبعد أن


(١) عرف اليونان القطاعات المخروطية بأنها الأشكال - القطع الناقص، والقطع المكافئ، والقطع الزائد - التي تنتج من قطع مخروط ذي زويا حادة، وزوايا قائمة، وزوايا منفرجة بسطح عمودي عليه. وتضيف العلوم الرياضية الحديثة إلى هذه الأجسام الدائرة الخطوط المتقاطعة.
(٢) وهما الهرم الثلاثي المنتظم، والمكعب (ذو الستة أوجه المنتظمة)، والمثمن المنتظم، وذو الاثني عشر وجهاً المنتظم، وذو العشرين وجهاً المنتظم - وهي الأجسام الصلبة المحدبة التي تحدها أربعة سطوح منتظمة، أو ستة، أو ثماني، أو اثنا عشر سطحاً أو عشرون.
(٣) كان لفظ الطرق الملكية يطلق عادة على الطرق العظمى التي أنشئت في الإمبراطورية الفارسية. وتعزى هذه القصة أيضاً إلى إقليدس وبطليموس الأول.