(٢) وازن بين هذا وبين قول كرل: "إن الأفكار وحدها عند العلماء المحدثين، كما هي عند أفلاطون، هي الحقائق" (٨٩). وانظر أيضاً قول أسبنوزا: "لست أفهم من قولهم تتابع العلل والمعلولات الحقة، أن هناك سلسلة من الأشياء الفردية المتغيرة؛ وليس ذلك فقط لأن عددها يخطئه الحصر، بل لأن … وجود الأشياء المعينة لا صلة بينه وبين جوهر هذه الأشياء، وليس هو حقيقة أزلية" (لكي تكون هندسة المثلثات حقيقية، ليس من الضروري أن يوجد أي مثلث خاص). "على أنه ليس من الضروري أن نفهم سلسلة الأشياء الفردية المتغيرة، لأن جوهرها … لا يوجد إلا في الأشياء الثابتة الأزلية ومن القوانين المسجلة في هذه الأشياء، والمكونة لشرائعها الحقة التي بمقتضاها صنعت ورتبت" (٩٠). ويلاحظ القارئ أن هرقليطس وبارمنيدس يتفقان مع أفلاطون في نظريته الخاصة بالأفكار: فهرقليطس إذن على حق، وتتابع الأشياء حقيقي في عالم الحواس؛ كما أن بارمنيدس على حق والوحدة التي لا تتبدل حقيقة في عالم الأفكار.