أما ما بقي من مؤلفاته فهو مجموعة من الكتب الفنية، المجردة إلى أبعد حد في التجريد، والخالية من المتعة إلى درجة تعز على التقليد، وقلما كان العلماء الأقدمون يشيرون إليها في مؤلفاتهم، ولعله قد كتبها في السنين العشرين الأخيرة من حياته بالرجوع إلى مذكرات له وضعها بنفسه ليعتمد عليها في محاضراته، أو من مذكرات دونها تلاميذه عن هذه المحاضرات. ولم تكن هذه الذخيرة العلمية الفنية معروفة خارج اللوقيون حتى نشرها أندرنكوس Andronicus من أهل رودس في القرن الأول قبل الميلاد. وقد بقيت لنا من هذه الكتب أربعون كتاباً، ولكن ديجين ليرتس يضيف إليها ٣٦٠ كتاباً أخرى أكبر الظن أنها رسائل قصيرة كل منها في موضوع واحد. وهذه البقايا العلمية القليلة هي التي يجب علينا أن نبحث فيها عن الأفكار التي كانت وقتاً ما أفكاراً حية، والتي أكسبت أرسطوطاليس في العصور التي تلت عصره لقب "الفيلسوف". وإذا ما أخذنا ندرسه فعلينا ألا نتوقع أن نرى في كتاباته من البهجة ما في أفلاطون، ومن الفكاهة ما في ديجين؛ بل كل الذي نجده هو طائفة كبيرة من المعلومات القيمة، ومن الحكمة المتحفظة الخليقة بصديق الملوك الذي يعيش من رفدهم (١).
(١) ويمكن تقسيم ما بقي من رسائله ستة أقسام: ١ - رسائل في المنطق: مقولات، شروح، تحليلات سابقة، تحليلات لاحقة، موضوعات، استدلالات سوفسطائية ٢ - علوم: (أ) علوم طبيعية: طبيعة، ميكانيكا، هيئة، ظواهر جوية. (ب) أحياء: تاريخ حيوان، أجزاء حيوان، حركات الحيوان، انتقال لحيوان، تناسل الحيوان. (جـ) علم النفس: في الروح، مقالات قصيرة في طبيعة العالم ٣ - ما وراء الطبيعة ٤ - علم الجمال: البلاغة، والشعر ٥ - علم الأخلاق: الأخلاق النيقوماخية، الأخلاق الأوديمية ٦ - السياسة: علم السياسة، دستور أثينة.