للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العجيبة العارضة، كقوله إن دم الثيران يتجمد أسرع من تجمد دماء معظم الحيوانات الأخرى، وإن بعض ذكور الحيوان كالجدي بنوع خاص قد تدر اللبن؛ وإن الخيل ذكوراً وإناثاً أكثر الحيوانات شهوانية بعد الإنسان (١).

وهو شديد الاهتمام بأجهزة التوالد وأساليبها في الحيوان، وتثير دهشته كثرة الأساليب التي تتوصل بها الطبيعة إلى الإبقاء على أنواع الأحياء، وكيف "تحتفظ بالنوع حين يعجزها أن تحتفظ بالفرد"؛ وقد ظل عمله في هذا الميدان فذاً منقطع النظير حتى القرن الماضي. ومن أقوله أن حياة الإنسان تدور حول بؤرتين- الأكل والتوالد: "فللأنثى عضو يجب أن يعد بمثابة مبيض لأنه يحتوي على ما يكون في بادئ الأمر بيضة غير متميزة، ثم تتميز بعدئذ فتصبح بويضات كثيرة (٢) ". والعنصر الأنثوي يزود مادة الجنين بالطعام، أما عنصر الذكورة فيزوده بالجهد والحركة، والأنثى هي العنصر المنفعل، أما الذكر فهو العنصر النشيط الفعال. ويرفض أرسطو ما يراه أنبادوقليس وديموقريطس من أن جنس الجنين تعينه حرارة الرحم أو تغلب أحد عنصري التكاثر على العنصر الآخر؛ ثم يصوغ بعد إذ هذه النظريات على أنها من وضعه فيقول: "كلما عجز العنصر المكوَّن) الذكر (عن أن تكون له الغلبة، ولم يستطع لنقص حرارته أن يطبخ المادة، أو يشكلها في شكله هو، انتقلت هذه المادة إلى … صورة الأنثى". ويضيف إلى ذلك قوله: "وقد يحدث أحياناً أن تلد


(١) تدل بعض الإشارات الواردة في "تاريخ الحيوان" على أن أرسطو أعد مجلداً في الرسوم التشريحية، وأن بعض هذه الرسوم قد نقلت من هذا المجلد على جدران اللوقيون؛ وهو يستخدم في كتابة الحروف على الطريقة الحديثة، ليشير بها إلى بعض الأعضاء أو بعض النقط في الرسوم.
(٢) لقد عجز أرسطو طاليس على أن يميز بين المبيض والرحم، ولكن وصفه لم يتحسن تحسناً ذا بال قبل عمل استنس Stenson في عام ١٦٦٩