كما يسكن مقدونية أقوام جبليون نصف همج لم يخضعوا في حياتهم لغريب، شرعت هذه المدينة الصغيرة تنظم مدن اليونان الشمالية- وخاصة مدن الحلف الدلفي الاثني عشري- وتضمها في الحلف الإيتولي؛ وضم الحلف الآخي المؤلف من مدائن بتري Patrae، وديمي Dyme، وبليني، إلى عضويته حوالي ذلك الوقت كثيراً من مدن البلوبونيز. وظلت الهيئات البلدية التي يتألف منها كلا الحلفين تشرف على جميع فروع الحكومة المحلية، ولكنها أسلمت قواها المسلحة وعلاقاتها الخارجية إلى مجلس الاتحاد وإلى استراتيجوس ينتخبه من يستطيع من المواطنين أن يحضر الجلسات السنوية التي تعقدها الجمعية في إجيوم من أعمال آخية أو في ثرموس من أعمال إيتوليا. وكانت مهمة كل حلف أن يحافظ على السلم، ويوحد المقاييس والموازين والسكة في الأصقاع التي يشملها- وتلك خطوة في سبيل التعاون تجعل القرن الثالث أرقى من عصر بركليز من بعض الوجوه.
وحوّل أراتوس السكيوني عصبة الدول السكيونية إلى قوة من الطراز الأول. واستطاع هذا الثمستكليز الجديد وهو في سن العشرين أن يحرر سكيون من طاغيتها بأن باغته بالهجوم ليلاً هو وحفنة من الرجال. واستطاع بفصاحته وبراعته في المفاوضات أن يُقنع جميع مدن البلوبونيز ما عدا إسبارطة وإليس بأن تنظم إلى العصبة التي ظلت تنتخبه رئيساً لها مدى عشر سنين (٢٤٥ - ٢٣٥). ودخل مدينة كورنثة سراً ومعه بضع مئات من رجاله وتسلق قمة أكروكورنثس المنيعة، وبدد شمل الجيوش المقدونية، وأعاد إلى المدينة حريتها. ثم انتقل إلى ثغر بيرية ورشا الحامية المقدونية المقيمة بها بالمال فاستسلمت له وأعلن تحرير أثينة، وظلت تلك المدينة من ذلك الوقت إلى الفتح الروماني تستمتع باستقلال فذ في نوعه- فقد كانت لا حول لها ولا طول