باسم "الدبرسفريم" Dibre Soferim أساس الدين اليهودي العام من العصر الهلنستي إلى العصر الحديث.
وكان أساس اليهودية هو الدين: كما كانت فكرة وجود إله قادر تسيطر على كل ناحية من نواحي الحياة اليهودية وكل لحظة من لحظاتها. وكان مجلس الكبراء يفرض القوانين الأخلاقية والآداب الاجتماعية بجميع دقائقها. ويشرف على تنفيذها إشرافاً تاماً. وكانت أسباب اللهو والتسلية والألعاب قليلة محدودة، وكان الزواج بغير اليهود محرماً، وكذلك العزوبة وقتل الأطفال. ومن ثم كان اليهود يلدون كثيراً ويربون جميع أبنائهم، وظلوا طوال العصور القديمة يتكاثرون رغم الحروب والمجاعات حتى بلغ عددهم في الإمبراطورية الرومانية أيام قيصر سبعة ملايين. وكان معظم السكان قبل العهد المقدوني يشتغلون بالزراعة، لأن اليهود لم يكونوا قد أصبحوا بعض أمة من التجار. وقد كتب عنهم يوسفوس Josephus في ذلك العهد المتأخر، وهو القرن الأول بعد الميلاد، يقول:"لسنا شعباً تجارياً (١٣) ". أما الشعوب التجارية العظيمة في ذلك العصر فهي الفينيقيون والعرب واليونان. وكان الرق موجوداً في بلاد اليهود كما كان في غيره من الأقطار، غير أن حرب الطبقات كانت هادئة نسبياً. ولم يكن للفنون عندهم شأن عدا الموسيقى فقد كانت راقية مزدهرة. وكان الناي والطبل، والصنوج و "قرن الكبش" أو البوق، والقيثارة تُستخدم مصاحبة للصوت الواحد، أو للأغاني الشعبية، أو الترانيم الدينية. وكان الدين اليهودي يعيب على الطقوس اليونانية استرسالها في الخضوع لخيال الشعب ويزدريها لهذا السبب؛ وكانت الصلة مقطوعة بينه وبين الصور، والنبوءات، ومعرفة الغيب بالنظر في أحشاء الطير. وكان أقل تجسيدا وتخريفاً، وأقل بهرجة ومرحاً من دين اليونان. وكان الربانيون يواجهون طقوس الشرك الهلنية بإنشاد هذه النغمة التي لا تزال تتردد حتى اليوم في كل كنيس يهودي:"استمعي يا إسرائيل: الرب إلهنا، الرب واحد".