المصريون الذين جُردوا من ثروتهم وسلطتهم، والذين كانوا يعيشون من الأموال التي تمنحهم إياهم الدولة، فقد ظلوا صابرين ينتظرون انحسار هذه الموجة اليونانية. ولم تكن الغلبة في الإسكندرية آخر الأمر للصبغة اليونانية، بل كانت للنزعة الصوفية. ووضعت في ذلك الوقت أسس الأفلاطونية الجديدة وذلك الخليط من الطقوس المليئة بالأماني، والتي كانت تتنازع فيما بينها للاستحواذ على نفوس أهل الإسكندرية في القرون التي أحاطت بميلاد المسيح. وأضحى أوزريس في صورة سرابس الإله المحبب لمصريين في ذلك العهد المتأخر من تاريخهم، وللكثيرين من اليونان المصريين، واستعادت إيزيس مكانتها بوصفها إلهة النساء والأمومة؛ ولما دخلت المسيحية البلاد لم يجد الكهنة أو الشعب ما يحول بينهم وبين أستبدال مريم بإيزيس أو المسيح بسرابيس.