بعضها مع بعض في كل كلمة، فدل ذلك على أن هذه النصوص موحى بها من عند الله، وأن المترجمين أنفسهم قد أوحيت الترجمة إليهم، وكيف نفح الملك هؤلاء العلماء بعطايا قيمة من الذهب. وتروي القصة في نهايتها أن الترجمة اليونانية للتوراة العبرية قد عُرفت لهذا السبب باسم-الشروح عن السبعين Hermeneia keata tous hebdomebkonta وباللاتينية (Seniorum) Interpretatio Selpuaginta أو في كلمة واحدة "%=@وهذه القصة مرجعها خطاب يُقال أنه بخط كاتب يُدعى أرستياس Aristeas عاش في القرن الأول الميلادي. وقد أثبت هودي الأكسفردي Hody of Oxford في ١٦٨٤ أن هذا الخطاب مزور. @ Septuagint". وأياً كانت طريق الترجمة فيبدو أن أسفار موسى الخمسة قد ظهرت باللغة اليونانية قبل نهاية القرن الثالث، وأن كتب الأنبياء قد ظهرت بهذه اللغة في القرن الثاني؛ وهذا هو الكتاب المقدس الذي استعان به فيلو وبولس الرسول.
وأخفقت عملية الأغرقة في مصر إخفاقاً تاماً مع المصريين واليهود على السواء؛ وكان سبب هذا الإخفاق أن المصريين في خارج الإسكندرية عضوا بالنواجذ على دينهم، وعلى لباسها أو عريهم، وعلى أساليبهم التي ورثوها من أقدم الأزمنة. يضاف إلى هذا أن اليونان كانوا يرون أنهم فاتحون وليسوا كغيرهم من الخلق؛ ولم يهتموا بإقامة مدن يونانية جنوب الوجه البحري أو بتعلم لغة المصريين، كما أن قوانينهم لم يكن تعترف بالزواج بين المصريين واليونان. وقد حاول بطليموس الأول أن يوحد الدينين اليوناني والمصري بقوله أن سرابس وزيوس إله واحد؛ وشجع من جاء بعده من البطالمة أهل البلاد على أن يتخذوهم آلهة يعبدونها لكي يقدموا بذلك للأهلين المختلفي الأجناس معبوداً مشتركاً لا يلقون صعوبة في عبادته. ولكن المصريين الذين لم تكن لهم مطامع في المناصب العامة لم يلقوا بالاً لهذه العبادات المصطنعة. وأما الكهنة