من البضاعة، وكانت زنتها وحدها ألف طن. وكان هيرون يأمل أن يستخدمها في الأسفار المنتظمة بين سرقوسة والإسكندرية، ولكنه وجد أن أحواضها لا تتسع لها لضخامتها، وأن نفقاتها كثيرة، فملأها بالحب والسمك من حقول صقلية وبحارها الغنية، وأرسلها هي وحمولتها هدية منه لمصر، وكانت وقتئذ تعاني نقصاُ في الحبوب غير عادي (٥٥).
ومات هيرون في عام ٢١٦؛ وكان يرغب أن يضع قبل موتهِ دستوراً ديمقراطياً للمدينة، لكنه استمع في شيخوخته لرأي بناته فأوصى بالملك إلى حفيده (٥٦). وتبين أن هيرونموس Hieronymus هذا نذل ضعيف، نبذ حلف رومة واستقبل وفوداً من قرطاجة، وسمح لهم أن يكونوا من الوجهة العملية حكام سرقوسة، وكانت رومة لا تجد كفايتها من الحبوب فأخذت تستعد لقتال قرطاجة لتنتزع منها ثروة الجزيرة التي لم تتعلم في يوم من الأيام كيف تحكم نفسها. وكان عالم البحر الأبيض المتوسط وقتئذ أشبه بالفاكهة العفنة على استعداد بأن يسقط في يدي فاتح أشد بأساً وأقسى قلباً من كل من عرفهم تاريخ اليونان من الفاتحين.