له نظرة عالمية للحياة أقل بعثاً للهمم من النظرة القومية الضيقة المتغطرسة التي كانت تسود دول المدن ولكنها قد تكون أكثر منها مطابقة لمقتضيات العقل.
ولهذه الدائرة الواسعة من القراء كتب آلاف الكتاب مئات الآلاف من الكتب، ولدينا أسماء آلف ومائة مؤلف هلنستي؛ وما من شك في أن من لا يعرف أسماءهم يخطئهم في الحصر؛ ونشأ خط سريع دارج لتسهيل الكتابة، بل إننا لنسمع في واقع الأمر منذ القرن الرابع عن طرق للاختزال يُستطاع بها "التغيير عن بعض الحروف والحركات بشروط مختلفة الأوضاع". وظلت الكتب تُكتب على أوراق البردي المصري حتى حرم بطليموس الرابع تصدير هذه المادة من مصر لعله يمنع بذلك نمو مكتبة برجموم. ورّد يومنيز الثاني على هذا العمل بأن شجع صناعة معالجة جلود الضأن والعجول على نطاق واسع، وكانت هذه الجلود تُستعمل للكتابة في بلاد الشرق من زمن بعيد، وسرعان ما أصبح الرق المصنوع في برجموم والمشتق اسمه الأوربي Parchment من اسمها ينافس الورق بوصفهِ أداة للتخاطب وبقل الآداب.
وبعد أن تضاعف عدد الكتب إلى هذا الحد أصبح إنشاء دور الكتب ضرورة محتومة. كانت هذه الدور قد قامت في مصر وبلاد النهرين قبل ذلك الوقت، غير أنها كانت فيهما من وسائل الترف التي يختص بها الملوك؛ ولكن يبدو أن مكتبة أرسطو كانت أولى مجموعات الكتب الخاصة الكبيرة. وفي وسعنا أن نقدر حجم هذه المكتبة وقيمتها إذا عرفنا أنه دفع ما قيمته ١٨. ٠٠٠ ريال أمريكي ثمناً لجزئها الذي اشتراه من اسبيوسبوس خليفة أفلاطون. وأوصى أرسطو بكتبه إلى ثاوفراسطوس، ثم أوصى بها هذا (في عام ٢٨٧) إلى نيلوس Neleus، ونقلها هذا إلى اسكبسيس Scepsis في آسية الصغرى، حيث دفنت في باطن الأرض، كما تقول بعض الروايات، لتنجو من شره ملوك برجموم العلمي. وبعد أن ظلت هذه الكتب مدفونة على هذا النحو البالغ