للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضرر، بيعت حوالي عام ١٠٠ ق. م. إلى أبلكون Apellison التيوسي of Teos الفيلسوف الأثيني. ووجد أبلكون أن فقرات كثيرة في الكتب قد أتلفتها رطوبة الأرض، فكتب منها نسخاً جديدة، وملأ الثغرات المفقودة بقدر ما هداه إليهِ تفكيره (٣)؛ وقد يكون هذا هو السبب في أن أرسطو أكثر الفلاسفة جاذبية في التاريخ القديم. ولما استولى سلا Sylla على أثينة عام ٨٦ أخذ مكتبة أبلكون ونقلها إلى رومة، حيث سجل أندرنكوس Andronicus العالم الرودسي نصوص مؤلفات أرسطو (٤). ونشر هذه النصوص المسجلة-وكان لهذه الحادثة في تاريخ التفكير الروماني أثر لا يقل عن أثر يقظة الفلسفة في العصور الوسطى.

وإن قصة هذه المجموعة وتنقلها من مكان إلى مكان ليدلنا على ما يدين به الأدب لملوك البطالمة لإنشائهم مكتب الإسكندرية العظيمة وجعلها جزءاً من متحفها. لقد بدأ هذه المكتبة بطليموس الأول وأتمها بطليموس الثاني، ثم أضاف إليها مكتبة أصغر منها في معبد سرابيس بإحدى ضواحي المدينة. وقد بلغ عدد ما فيها من الملفات قبل نهاية حكم فلدلفس ٥٣٢. ٠٠٠ ملف يتكون منها في أكبر الظن مائة ألف كتاب بالمعنى الذي يفهم من هذا اللفظ في هذه الأيام (٥). وظل تكبير هذه المجموعة حيناً من الدهر ينافس في قلوب ملوك مصر حبهملتقوية سلطانهم. ومن الشواهد الدالة على ذلك أن بطليموس الثالث أمر أن كل كتاب يصل إلى الإسكندرية يجب أن يودع في المكتبة، وأن تنسخ من صور تُعطى واحدة منها لصاحبه وتجتفظ المكتبة بأصل الكتاب. وطلب هذا الملك صاحب السلطان المطلق إلى أثينة أن تعيره مخطوطات إيسكلس، وسفكليز، ويوربديز، وأودع لديها ما قيمته ٩٠. ٠٠٠ ريال أمريكي ضماناً لعودتها سالمة، فلما أرسلت إليه احتفظ بأصولها ور إليها نسخاً منها، وأبلغ الأثينيين أن يحتفضوا بالمال جزاء له على عمله (٦). وانتشرت رغبة