للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والتعليقات، والإيضاحات من المعلم إلى الطالب جيلاً بعد جيل، فكان منها في العصور التالية معظم المادة التي احتواها التلمود.

وقبل أن يُختتم القرن الثالث كان علماء المجمع العظيم قد فرغوا من نشر الأدب القديم كله وانتهوا من كتب العهد القديم (١٢). وقد حكموا في ذلك الوقت أن عصر الأنبياء قد انقضى وأن الوحي اللفظي قد انتهى زمنه، وكانت نتيجة هذا الحكم أن كثيراً مما كُتب في ذلك العصر وإن كان مليئاً بالحكمة والجمال لم تُتح له فرصة السند الإلهي، فكان نصيبه أن يصبح جزءاً من أسفار الأبكريفا المنكودة (١). ولعل بعض أسفارهما مدينة بروعتها الأدبية إلى براعة المترجمين في عهد الملك جيمس، ولكن هؤلاء المترجمين لا يمكن أن يكونوا أصحاب الفضل في تلك العبارات المؤثرة التي تصف سؤالاً للملك أوريل أن يفسر كيف يفلح الخبيثون ويعذب الصالحون؟ وكيف تكون إسرائيل أسيرة ذليلة، فيجيب الملك، بتشبيهات ومجازات قوية ولكن في عبارات سهلة بسيطة أن ليس من حق الجزء أن يفهم الكل أو يحكم عليه.

وتقول مقدمة سفر الحكمة إن هذا السفر ترجمة يونانية تمت في عام ١٣٢ لأحاديث باللغة العبرية كتبها يسوع بن سيراك جد المترجم قبل ذلك الوقت


(١) أسفار الأبكريفا (ومعناها الحرفي الخفية) في العهد القديم هي الأسفار التي استبعدت من النص اليهودي القديم الموحى بهِ، ولكنها اشتملت عليها النسخة الكاثوليكية للكتاب المقدس، أي الترجمة اللاتينية التي قام بها القديس جيروم للنصوص العبرية واليونانية. وأهم أسفار الأبكريفا في العهد القديم هي سفر الحكمة، وسفر المكابيين الأول والثاني. أما أسفار الرؤيا (أي الوحي) فهي الي يقولون إنها تحتوي على الوحي والتنبؤات الإلهية؛ وقد بدأ ظهور هذه الكتابات الأخيرة حوالي عام ٢٥٠ ق. م. واستمرت إلى العهد المسيحي. وتُعد بعض أسفار الرؤيا كسفر أخنوخ أبكريفية غير معترف بصحتها، ويُعد بعضها الآخر كسفر الرؤيا صحيحاً مُعترف بصحتهِ.