القانونية المرسومة. وولدت منه طفلاً واحداً، وبتأثيره ألفت عدة كتب لم يتأثر فيها أسلوبها بفساد أخلاقها.
وأما فيما عدا هذا فقد عاش أبيقور عيشة الرواقيين البسيطة، واتخذ له شعاراً "عش معتدلاً". وكان يؤدي واجبه في طقوس المدينة الدينية، ولكنه لم يلوث يديه بشؤونها السياسية، ولم يقيد روحه بشؤون العالم. وكان يقنع في غذائهِ بالماء وقليل من الخمر، والخبز والجبن. وكان منافسوه يتهمونه بأنه يملأ معدته بالطعام حين كان ذلك في مقدورهِ، وأنه لم يتعفف عن الإكثار منه إلا حين أتلف جهازه الهضمي بكثرة الأكل. ولكن ديجين ليرتيوس يؤكد لنا:"أن الذين يقولون هذا مخطئون جميعهم" ويضيف إلى ذلك قوله: "إن كثيراً من الناس ليشهدون بما ينطوي عليه قلب الرجل من شفقة، ليس بعدها شفقة، على الناس جميعاً- سواء في ذلك أهل بلاده التي كرمته بإقامة التماثيل، وأصدقاؤه الذين كانوا من الكثرة بحيث تضيق بهم مدن برمتها (١٧) ". وكان باراً بأبويه، سخياً مع أخوته، رفيقاً بخدمة الذين كانوا يشتركون معه في دراساتهِ الفلسفية. ويقول سكنا إن تلاميذه كانوا ينظرون إليه نظرتهم إلى إله قائم بينهم، وكان شعارهم بعد موته هو:"عش كأن عين أبيقور ترقبك".
وقد وجد بين دروسه وحبه من الوقت ما يؤلف فيه ثلاثمائة كتاب. وحفظ لنا رماد هركيولانيوم قطعاً متفرقة من أهم كتاب له وهو المسمى "في الطبيعة". وورث المتأخرون عن ديجين ليرتيوس، أفلوطرخس الفلسفة، ثلاثة من خطاباتهِ، وأضافت إليها الاستكشافات المتأخرة عدداً آخر من هذا كله أن لكريشيوس خلد أفكار أبيقور في قصيدة له تعد أعظم القصائد الفلسفية على الإطلاق.
ولعل أبيقور قد أدرك وقتئذ أن فتوح الإسكندر كانت تطلق من الشرق على بلاد اليونان ما لا يحصى من الطقوس الغامضة الخفية، فبدأ بتقرير المبدأ