إيطاليا (٢١٤). وعقد مؤتمر في نوبكتس Naupactus (٢١٣) قام فيه أجلوس Agelaus مندوب إيتوليا يناشد اليونان جميعاً أن يوحدوا صفوفهم في هذه الحرب المقدونية الأولى ضد القوة التي أخذت تنمو في الغرب؟
"ما أحسن أن يمتنع اليونان عن أن يحارب بعضهم بعضاً، وأن يروا أن أعظم النعم التي تنعم بها عليهم الآلهة أن ينطقوا على الدوام بقلب واحد وصوت واحد، وأن يسيروا وأيديهم متماسكة، كما يسير الرجال الذين يخوضون نهراً، فيصدوا البرابرة المغيرين ويوحدوا صفوفهم ليحافظوا على أنفسهم وعلى مدنهم .. ذلك أنه لا جدال في أن من أبعد الأشياء وأقلها احتمالاً، سواء انتصر القرطاجيون على الرومان أو انتصر الرومان على القرطاجيين، أن يقنع المنتصرون بالسيادة على إيطاليا وصقلية، بل الذي لا ريب فيه أنهم سيأتون إلى بلادنا وأن أطماعهم ستمتد إلى أبعد ما تخوله لهم العدالة. لهذا أضرع إليكم جميعاً أن تحصنوا أنفسكم من هذا الخطر الداهم، وأتوجه بندائي هذا إلى الملك فليب على الأخص. إن خير ضمان لك يا مولاي، ليس هو إنهاك اليونان، وجعلهم فريسة سهلة للغزاة، بل هو عكس هذا، هو أن تعنى بسلامة كل إقليم من أقاليم اليونان كأنه جزء لا يتجزأ من أملاكك الخاصة"(٩).
وأنصت إليه فليب في أدب جم، وأصبح إلى وقت ما معبود بلاد اليونان. ولكن معاهدته مع هنيبال، إذا جاز لنا أن نصدق ليفي المتطرف في وطنيته، قد نصت على أن تساعد قرطاجة فليب، إذا خرجت من الحرب القائمة وقتئذ ظافرة، على إخضاع جميع بلاد اليونان الأصلية إلى مقدونية، مقابل هجومه على إيطاليا. وربما كان سبب الميثاق الذي عقدته معظم الدول اليونانية، ومنها عصبة أجلوس الإيتولية Agelaus Aetolian League، مع رومة ضد مقدونية أن هذه الولايات قد عرفت شروط هذا الاتفاق؛ وكانت نتيجة هذا الميثاق أن وضعت العراقيل في سبيل فليب في داخل البلاد وتأجل غزوه إلى إيطاليا