إلى أجل غير مسمى. وفي عام ٢٠٥ عقدت إيطاليا معاهدةمع فليب لكي توجه اهتمامه كله إلى هنيبال؛ وبعد ثلاث سنين من ذلك الوقت بدد سبيو الأكبر شمل القرطاجيين في زاما Zama. ولما بلغ القرن الأخير العظيم من قرون الحضارة اليونانية غايته لجأت مصر، ورودس، وبرجموم، إلى رومة لتساعدها على فليب. واستجابت رومة لهذه الدعوة بأن أثارت الحرب المقدونية الثانية. ووجد فليب جميع البلاد اليونانية تقريباً ومعها رومة تقف في وجهه، فحارب بشراسة الوحش إذا وقع في المحظور. فلم يتردد في أن يستخدم كل أنواع الغدر، أو سرقة كل ما يوصله إلى غرضهِ، أو التنكيل بالأسرى تنكيلاً يدفع كل رجل في أبيدوس، حين بدا لهم أن حصار فليب لمدينتهم لا يمكن مقاومته، أن يقتل زوجته وأطفاله ثم يقتل بعدئذ نفسه (١١). وفي عام ١٩٧ أوقع تيتس كونكتيوس فلامنينوس Titus Quinctius Flamininus، وهو رجل ينتمي إلى ذلك الصنف من الأشراف الذين قلبوا بولبيوس مناصراً متحمساً للرومان، أوقع بفليب هزيمة منكرة عند سينوسفلي Cynoscephalea وسقطت على أثرها كل مقدونية- أو بالأحرى بلاد اليونان كلها- تحت رحمة رومة. وقد استاء من فلامنينوس أحلافه الإيتوليون (وقد ادعوا أنهم الذين كسبوا المعركة) لأنه سمح لفليب بعد أن أمن جانبه لشدة ضعفهِ، أن يحتفظ بعرشهِ واكتفى بأن فرض عليه غرامة باهظة واستولى على وسق سفينة من الأسلاب. وكانت حجة فلامنينوس في المطالبة بإبعاد فليب عن العرش أنه في حاجة إلى مقدونية لوقاية البلاد من البرابرة الضاربين في شمالها.
وكان القائد الروماني قد تعلم اللغة اليونانية في تارنتم (وهو الاسم الذي أطلقه الرومان على تاراس) وعرف ما في الأدب اليوناني، والفلسفة اليونانية، والفن اليوناني من بهجة وروعة. ويبدو أنه كان يعتزم مخلصاً أن يحرر دول المدن اليونانية من سيطرة مقدونية، وأن يتيح لها كل فرصة تمكنها من أن تستمتع