للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحجري القديم على أن سهولها كانت عامرة بالسكان قبل ميلاد المسيح بثلاثين ألف عام على أقل تقدير. ثم ظهرت فيها ثقافة تنتمي إلى العصر الحجري الحديث بين عامي ١٠. ٠٠٠، ٦٠٠٠ قبل الميلاد: وكان أصحاب هذه الحضارة أقوامًا طوال الرؤوس تسميهم الروايات القديمة لجوري Liguri أو صقلي Siceli، وكانوا يصنعون الفخار الساذج الخشن ويزينونه بنقوش مؤلفة من خطوط. كذلك كان هؤلاء أدوات وأسلحة من الحجارة المصقولة، ويؤنسون الحيوان ويصيدونه هو والسمك، ويدفنون موتاهم. ومنهم من كانوا يسكنون الكهوف، ومنهم آخرون يسكنون أكواخًا من القش والطين. ومن هذه الأكواخ الأسطوانية تدرج فن العمارة تدرجاً مستمراً حتى وصل إلى "بيت رميولوس Romulus" المستدير القائم على البلاتين Palatine والى هيكل فستا Vesta في السوق العامة Forum وقبر هدريان Hadrian الفخم.

وغزت قبائل من أوربا الوسطى شمالي إيطاليا حوالي عام ٢٠٠٠ ق. م ولعل هذا الغزو لم يكن الأول من نوعه. وقد أدخلوا في البلاد عادة إقامة المباني على قوائم خشبية في الماء ليتقوا هجمات الوحوش والآدميين. واستقر هؤلاء الغزاة في بحيرات جاردا Garda، وكومو Como، وميجوري Maggiore وغيرها من البحيرات الساحرة التي لا تزال تغري الأجانب بالذهاب إلى إيطاليا؛ ثم نزحوا فيما بعد إلى جنوب البلاد، فلما لم يجدوا فيها من البحيرات الكثيرة ما كانوا يجدونه في الشمال، أقاموا مساكنهم على الأرض اليابسة، ولكنهم رفعوها أيضاً على أسس من القوائم الخشبية. وكان من عادتهم أن يحيطوا هذه المساكن بالأسوار والخنادق، وقد انتقلت هذه العادة إلى غير إيطاليا وأضحت من المظاهر المألوفة في المعسكرات الرومانية وفي قصور العصور الوسطى. وكانوا يشتغلون برعي الماشية والضأن، وفلاحة الأرض، وصناعة النسيج، وحرق الفخار، وصناعة العدد الجم من الآلات والأسلحة البرونزية، ومنها الأمشاط ومشابك الشعر