الطرز اليونانية، غير أن "الطراز التسكاني" قد أدخل بعض التعديل على الطراز الدوري، بأن ترك العمد خالية من الحزوز، وأقامها على قواعد، وجعل نسبة الطول إلى العرض في جسم المعبد كنسبة ٥: ٦ بدل النسبة الأتيكية Attic الرشيقة وهي ٣: ٦. وفي وسعنا أن نصف الهيكل التسكاني وصفاً موجزاً بقولنا إنه يتكون من بناء رئيسي من الآجر ورواق من الحجارة، ومن عوارض فوق العمد ومقصات من الخشب، ومن نقوش وحلي من الطين المحروق؛ ويقوم البناء كله على قاعدة متصلة أو ربوة، ويطلى بالألوان الزاهية من داخله وخارجه. وكذلك نستطيع أن نقول على قدر ما وصل إليه علمنا بتاريخ التسكانيين إنهم أدخلوا في إيطاليا العقود والقباب في الأبنية المقامة لغير الأغراض الدينية- كأبواب المدن، وأسوارها، ومجاري المياه ومصارفها. ويلوح أنهم جاءوا بهذه الأشكال الفخمة من بلاد ليديا Lydia، وكانت هذه قد أخذتها عن بلاد بابل (١)، ولكنهم لم يتبعوا تلك الطريقة البديعة طريقة تغطية مساحات واسعة من الأراضي بالأبنية الخالية من العمد والعوارض الكثيرة المختلطة المقبضة المملة. وقد ظلوا في معظم الأحوال يتبعون الأساليب التي هيأت لهم اليونان، وتركوا إلى روما أن ترتفع بالأقواس والمنحنيات إلى ذروة الكمال فتحدث بذلك انقلابًا عظيمًا في فن العمارة.
والخزف أشهر ما أخرجته بلاد إتروريا، تزدحم به كثير من متاحف العالم وإن كان من يطوف بهذه المتاحف لا يرى في هذا الخزف من الكمال ما يبرر أن تحشد هذه الكميات الكبيرة منه. فالمزهريات التسكانية، إذا لم تكن منقولة عن الأنماط اليونانية، لا ترتفع فوق الدرجة الوسطى في تصميمها، وهي فخمة خشنة في صنعها، وبدائية همجية في زينتها، وليس ثمة فن من
(١) وكانت تستخدم في المقابر والهياكل المصرية وفي قصور نينوى. وتبلغ بعض العقود الرومانية من القدم ما بلغت أي العقود الباقية في إتروريا.