للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرزو Arezzo عام ١٥٥٣ والذي أعاد إليه سيلني الفنان الإيطالي بعض ما حطم من أجزائه. وثاني التمثالين بشع المنظر، وأكبر الظن أنه يمثل الوحش الذي ذبحه بلروفون Bellerophon، له رأس أسد وجسمه، وذيل أفعى، وقد نبت له في ظهره رأس جدي، غير أن قوته وصقله تنسياننا ما في خلقه من شذوذ وغرابة. وقد أخرج صناع البرونز التسكانيون آلاف الآلاف من التماثيل الصغيرة والسيوف، والخوذات، والدروع، والحراب، وآنية للطهو ولحفظ رماد الأموات، والنقود، والأقفال، والسلاسل، والمراوح، والمرايا، والسرر، والمصابيح، وحاملات الشموع، بل صنعوا منه العربات نفسها. ومن يزر متحف الفن في نيويورك ير في صدره عربة تسكانية جسمها ودواليبها من الخشب ولكن البرونز يكسو الجسم وإطار الدواليب، وقد نقش في أعلى مقدمها صور من البرونز غاية في الرشاقة. وكان كثير من الأدوات البرونزية يحفر عليه أشكال دقيقة جميلة. وكانت طريقتهم في هذا أن يغطوا السطح الذي يريدون نقشه بالشمع، ثم يرسموا عليه الشكل الذي يريدونه بقلم معدني ذي سن حادة، يغمسون طرفها في بعض الأحماض، فتحفر الخطوط التي يزول عنها الشمع في معدن البرونز، ثم يذاب الشمع كله بعدئذ. وكان الفنان التسكاني وارث الفنانين المصري واليوناني، وندهما في النقش على الفضة والذهب والعظام والعاج.

أما النحت في الحجارة فلم يكن في يوم ما فناً شائعاً في إتروريا. فقد كان الرخام فيها نادراً، ويبدو أن محاجر كرارا Carrara لم تكن قد عرفت بعد. لكن الصلصال الجميل كان في متناول الأيدي، وسرعان ما تشكل وظهر في صورة آلاف مؤلفة من نقوش وتماثيل صغيرة وزينات للقبور والدور من الطين المحروق. وقد أنشأ أحد الفنانين التسكانيين في أواخر القرن السادس قبل الميلاد مدرسة لتعليم فن النحت في فياي Veii أخرجت على يديه آية الفن التسكاني، وهي تمثال أبلوفياي Apollo of Veii الذي عثر عليه في عام ١٩١٦ في موضع هذه المدرسة، والذي ظل