للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو حفيد تاركوينيوس برسكس Taquinius Priscus واتهم سرفيوس بأنه يحكم حكماً غير شرعي، استفتى سرفيوس الشعب فنال "ثقته الاجتماعية" كما يقول ليفي Livy (٤٢) ؛ غير أن تاركوين لم تقنعه نتيجة هذا الاستفتاء فعمل على اغتيال سرفيوس، ونادى بنفسه ملكاً على روما (١).

وأصبحت الملكية في عهد تاركوينيوس سوبربس Tarquinius Superbus " المتكبر" مطلقة السلطان، كما أصبح للتسكانيين النفوذ الأعلى في البلاد. ولكن الأشراف كانوا من قبل يرون أن الملك Rex إن هو إلا السلطة التي يكل إليها مجلس الشيوخ Senate تنفيذ أحكامه، وأنه الكاهن الأكبر للدين القومي ولذلك لم يستطيعوا أن يصبروا طويلاً على سلطانه غير المحدود. ومن أجل هذا قتلوا تاركوينيوس برسكس ولم يحاولوا الدفاع عن سرفيوس. ولكن هذا الملك الجديد كان شراً من الملك الأول؛ فقد أحاط نفسه بحرس خاص وحقر الأحرار بأن فرض عليهم السخرة شهوراً طوال، وأمر بصلب المواطنين في السوق العامة، وقتل عدداً كبيراً من زعماء الطبقات العليا في البلاد، وحكم حكماً وحشياً ساخراً أغضب جميع أصحاب الرأي فيها (٢). وظن هذا الملك أن النصر في ميدان القتال يكسبه حب الشعب ورضاه، فهاجم الوتليين Rutili والفلشيين Volscians. وبينما كان هو مع الجيش في الميدان اجتمع مجلس الشيوخ وأعلن خلعه (٥٠٨ ق. م)، وكان ذلك انقلاباً خطيراً في تاريخ روما.


(١) قلّ أن يوجد من العلماء من يميل إلى الأخذ بأقوال التور بيس Eltore Pais المسرفة في التشكك، والتي تأبى تصديق كل ما يروى من تأريخ روما قبل عام ٤٤٣ ق. م لأنه حسب زعم هذا المؤرخ مجرد أساطير. وهو يعتقد ان تاركوين الأول والثاني علمان على شص واحد لم يوجد قط (٣٤). ويرى بعضهم أن الرواية المأثورة عن تأريخ روما بعد رميولوس يمكن قبولها مع تعديل في بعض أجزائها، وأن فبوله هذا "يفسر الظاهرة" تفسيراً خيراً مما يفسره أي افتراض آخر.
(٢) أكبر الظن أن ما يروى عن تأريخ آل تاركوين قد سوّأته الدعاوى التسكانية ودعاوى الأرستقراطية الرومانية. ذلك أن معظم تأريخ روما الأول قد كتبه رجال يمثلون طبقة الأشراف أو يعجبون بهذه الطبقة، كما كان كتاب تأريخ الأباطرة فيما بعد من أشياع مجلس الشيوخ أمثال تاستس Tacitus.