للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن ينبغي لنا ألا نغلو في هذا الوصف. فمهما يبلغ ما أخذته رومه عن جيرانها من الكثرة فقد ظلت في جميع مظاهر الحياة الأساسية محتفظة بطابعها الخاص. وليس في التاريخ التسكاني ما يوحي بمميزات الخلق الروماني، وهي التأديب الذاتي وما فيه من جد، ووقار؛ والقسوة، والجرأة، والوطنية، والإخلاص، والصفتان الأخيرتان هما اللتان استطاع بهما الرومان على طول الزمن أن يفتحوا بلاد البحر الأبيض المتوسط، وأن يحكموها فيما بعد. فلما تحررت رومه من سيطرة التسكانيين انفسح المجال أمامها لتمثيل تلك المسرحية الفذة مسرحية عظمة الوثنية ثم اضمحلالها في العالم القديم.