عشر خطوات أو عشرين خطوة، بوابل من الحراب، وهي رماح من الخشب تنتهي بأطراف من الحديد، وهاجمه في الجناحين أصحاب النبال والمقالع بالسهام وبالحجارة، وهجم الفرسان بالأسنة والسيوف؛ وكانت الواقعة تنتهي بقتال حاسم يدور بين الأفراد بالسيوف القصار. أما أعمال الحصار فكانت تستخدم فيها المجانيق الخشبية التي تدار بالجذب أو اللي وتقذف من الحجارة ما زنته عشرة أرطال إلى أبعد من ثلاثمائة ياردة. وكانت كباش حربية ضخمة معلقة في حبال تشد إلى الوراء، ثم تخلي فتنطح أسوار الأعداء. وكان يقام رصيف مائل من الطين والخشب تدفع وتجر عليه أبراج ذات عجل ترمي منها القذائف على الأعداء (٢٣). وقد عدل في عام ٣٦٦ ق. م تشكيل الفيالق التي كانت في عهد الجمهورية الأول تتألف من ستة صفوف متراصة في كل واحد منها ٥٠٠ جندي، فكانت لذلك ضخمة كبيرة العدد يصعب تحريكها وتسييرها، فقسم كل فيلق إلى كوكبات (١) في كل كوكبة مائتا جندي. وكان يترك فراغ بين كل كوكبة والتي تجاورها، وتقف الكوكبة التي في كل صف خلف الفراغ المتروك في الصف الذي قبله. وبهذه الطريقة يمكن الإسراع في إمداد كل صف من الصف المجاور له، وتحويل كوكبة أو عدة كوكبات لمواجهة أي هجوم جانبي، كما كان من شأن هذا النظام أن يفسح المجال للحرب الفردية التي كان الجندي الروماني يعد لها أحسن إعداد.
وكان أكبر العوامل في قوة هذا الجيش وانتصاراته هو حسن نظامه، ذلك
(١) كان الرومان يطلقون على كل كوكبة اسم Manipulus ومعنى هذا اللفظ في الأصل حفنة من الدريس أو السرخس أو ما إليهما. ويلوح أن حفنة من إحدى هذه المواد مشدودة إلى قائمة خشبية كانت تتخذ علمًا حربيًا بدائيًا. ومن ثم صار هذا اللفظ يطلق على جماعة من الجند يظلهم علم واحد.