للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه. لكن الرومان قد سيروا على قرطاجنة جحافل من ملاك الأراضي الوطنيين، على حين أن الجيش القرطاجني كان مؤلفًا من مرتزقة الجند الأجانب معظمهم من اللوبيين الذين لا يشعرون نحو قرطاجنة بأقل عاطفة وطنية، ولا يدينون بالولاء إلا لمن يؤدي إليهم أجورهم، ولقائدهم في بعض الأحيان. وما من شك في أن الأسطول القرطاجني كان في أيامه أقوى أساطيل العالم على الإطلاق، فقد كانت خمسمائة سفينة ذات خمسة صفوف من المجدفين، زاهية الألوان، رفيعة، سريعة، ترد المعتدين على مستعمرات قرطاجنة وأسواقها ومسالكها التجارية. وكان فتح هذا الجيش القرطاجني لصقلية، وإقفال هذا الأسطول حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي في وجه التجارة الرومانية، منشأ الصراع المرير الذي دام نحو مائة عام والمعروف بأسم الحروب البونية الثلاث.