للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

دقة لا يستطيع غير الكهنة أن يشرفوا عليها. وإذا وقع في طقس من هذه الطقوس أيّاً كان نوعه وجبت إعادته من جديد ولو تطلب ذلك إعادته ثلاثين مرة. وكان معنى لفظ Religio هو أداء الطقس الديني بالعناية التي يحتمها الدين (١٥). وكان أهم ما في الاحتفال هو التضحية Sacrifice؛ ومعنى اللفظ مشتق من كلمة Cacer اللاتينية ومعناها ملك للإله. وكانت التضحية في البيت تتخذ عادة شكل قطعة من كعكة توضع على الموقد أو كمية من النبيذ تلقى في نار البيت، وتكون في القرية أول ثمرة تخرجها الأرض، وقد تكون كبشاً أو كلباً أو خنزيراً، وتكون في المناسبات الهامة فرساً أو خنزيراً أو شاة أو ثوراً، وكانت الثلاثة الحيوانات الأخيرة تذبح في أكبر المناسبات أهمية في عيد السو أو في طوريليه Su-ove-taur-illa (أي عيد الخنزير والشاة والثور). وكانوا يعتقدون أنه إذا تليت صيغ خاصة على التضحية استحالت إلى الإله الذي يراد منه أن يتقبلها؛ وعلى هذا الاعتبار كان الإله نفسه هو الذي يضحي به (١٦)؛ وإن كانت أحشاء الحيوان وحدها هي التي تحرق على المذبح؛ وكان الكهنة والناس يأكلون كل ما بقي منه، فقد كان هؤلاء يأملون أن تنتقل قوته ومجده إلى عبيده المحتفلين بعيده. وكان يضحي بالآدميين في بعض الأحيان؛ ومما يجدر ذكره أنه كان لابد من صدور قانون في عام ٩٧ بعد الميلاد لتحريم هذه العادة. ثم حورت هذه الكفارة تحويراً يبيح للرجل أن يضحي بحياته للدولة كما فعل القنصل بيليوس ديسيوس Publius Decius وولده، وكما فعل ماركس كورتيس Marchus Curtius إذ ألقي بنفسه في أخدود شقه زلزال في السوق العامة ليسكن بذلك غضب القوى الأرضية الخفية، وتقول القصة بعد ذلك إن الشق قد التحم وإن الأمور قد عادت إلى مجاريها (١٧).

وكان احتفال التطهير أكثر من هذه الطقوس متعة؛ وكان هذا التطهير يحدث للمحصولات الزراعية أو لقطعان الماشية أو المدينة. وكانت