ومعونة الأطباء المجبرين العمليين، ولطف مهرة الممرضين- يعتمد فيه على هذه العوامل كلها لإعادة الثقة إلى نفس المريض ولشفائه من مرضه شفاء يظنون أنه إنما جاء عن طريق المعجزات (٤٧).
على أنه كان في رومه إلى جانب هذه الوسائل أطباء حقيقيون ودجالون من العبيد قبل المسيح بخمسمائة عام؛ وكان بعضهم يمارسون طب الأسنان لأن الألواح الاثنى عشر كانت تحرّم دفن الذهب مع الموتى إلا إذا كان مستخدماً في تغطية الأسنان (٤٨). ونسمع في عام ٢١٩ ق. م عن أول طبيب من الأحرار في رومه، وهو أرشجاتوس البلوبونيزي Archagathus Le Peloponnes. وقد أعجب الأشراف بجراحاته إعجاباً حمل مجلس الشيوخ على أن يطلب له مسكناً رسمياً ويمنحه حرية المدينة. وكان "شغفه الشديد الذي يبلغ حد الهوس بالتقطيع والتحريق" سبباً في تلقيبه فيما بعد بالجزار Carnifex (٤٩) . وأخذ الأطباء اليونان من ذلك الوقت يهرعون إلى رومه حتى أصبحت صناعة الطب في تلك البلاد وقفاً على اليونان.