وجنوى Genoa. وافتتح كيوس فلامينوس Caius Flaminus في عام ٢٢٠ الطريق الفلاميني المؤدي إلى أرمينوم Ariminnm، ثم أنشئ حوالي ذلك الوقت نفسه الطريق الفليري Valerian بين تيبور Tipur وكرفينيوم Corfinium. وهكذا أخذت شبكة الطرق الفخمة تتسع شيئاً فشيئاً: فصعد الطريق الإميلي Aemilian نحو الشمال من أرمينيوم مخترقاً بونونيا Bononia وموتينا Mutina إلى بلاسنتيا Placentia (عام ١٨٧)، وربط الطريق البستومي Postumian جنوى بفرونا Veronoa (١٤٨) ومسار طريق بويليا Via Popilia من أرمينيوم مخترقاً رافنا Ravenns إلى بدوا Padua (١٣٢) ثم أنشئت الطرق في القرن التالي من إيطاليا إلى خارجها- إلى يورك York، وفينا Vienna، وثسلونيكا، Thessalonica، ودمشق، كما امتدت على طول ساحل إفريقية الشمالي. وأفادت هذه الطرق في الدفاع عن الإمبراطورية وتوحيدها، وبعث الحياة فيها، وذلك بمساعدتها الجيوش على سرعة الحركة ونشر الأنباء والعادات والأفكار في ربوعها، كما أضحت مسالك عظيمة للتجارة، وكان لها شأن أيما شأن في تعمير إيطاليا وأوربا وزيادة ثرائهما.
لكن التجارة لم ترج في إيطاليا على الرغم من هذه الطرق الكبرى رواجها في شرقي البحر الأبيض المتوسط. ذلك أن رجال الطبقات العليا كانوا ينظرون بعين الاحتقار إلى الشراء بأثمان بخسة والبيع بأثمان مرتفعة، ولذلك تركوا التجارة الداخلية لليونان والمحررين من أبناء الشرق؛ هذا في المدن، أما الريف فقد كان أهله يكتفون بالأعياد التي تقام من حين إلى حين، وبأسواق اليوم التاسع في المدن.
كذلك لم تبلغ التجارة الخارجية شأناً عظيماً لأن النقل البحري كان معرضاً للأخطار، فقد كانت السفن صغيرة الحجم لا تزيد سرعتها على ستة أميال في الساعة سواء أكانت تسير بالشراع أم بالمجاديف، ولم تكن تبعد عن الشاطئ