للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سادتهم%=@يقصد بهذه العبارة تناسل الأرقاء فيما بينهم أو بين النساء وأسيادهن. @. وكانت الغارات لا تنقطع على بلاد البحر الأبيض المتوسط كلها للمجيء بالأداة الحية اللازمة التي تصنعت. وكان يضاف إلى أسرى الحرب الذين يساقون إلى رومه بعد كل معركة تنتصر فيها جيوشها ضحايا القراصنة الذين كانوا يقبضون على العبيد أو الأحرار على سواحل آسيا أو بالقرب منها، وضحايا الموظفين الرومان الذين كانوا يقتنصون الناس اقتناصاً منظماً ويستعيدون من أهل الولايات كل من لا يجرؤ حكامها المحليون على حمايته (١). ولم يكن يمضي أسبوع لا يأتي فيه النخاسون بفرائسهم البشرية من إفريقيا، وأسبانيا، وغالة، وألمانيا، والبلاد الواقعة على ضفتي نهر الطونة، والروسيا، وآسيا، واليونان- من هذه الأقاليم كلها إلى ثغور البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. ولم يكن من الحوادث غير المألوفة أن يباع في ديلوس مائة ألف من الأرقاء في يوم واحد. وقد قبضت الجيوش الرومانية في عام ١٧٧ على أربعين ألفاً من أهل سرادنية، وفي عام ١٦٧ على مائة وخمسين ألفاً من أهل أبيروس، بيعوا في أسواق النخاسة. وكان ثمن الواحد منهم في الحالة الثانية لا يزيد على ما يعادل ريالاً أمريكياً (٢). وكان مما خفف من شقاء الأرقاء في المدينة ما كان يبرم من العقود الإنسانية بينهم وبين سادتهم، وما كانوا يطعمون فيه من نيلهم حريتهم؛ أما في الضياع فلم يكن يسمح للصلات الإنسانية بأن تتدخل في أعمال الاستغلال؛ فلم يعد العبد في تلك الضياع عضواً في الأسرة كما كان في بلاد اليونان أو في رومه نفسها في عهدها الأول؛ وقلما كان العبد يرى مالكه، وكان يطلب إلى الحراس أن يعتصروا من هذه الآلات البشرية الموكولة إلى أسواطهم كل ما يستطيعون اعتصاره منها، وبقدر هذا الإعصار يكون أجر هؤلاء الحراس. أما أجر العبد نفسه في الضياع الواسعة فلم يكن يزيد على ذلك القدر من الطعام والكساء الذي يمكنه من أن