المستعمرات وجعلها مراكز مزدهرة للتجارة. وأرضى الجنود بأن قرر أن تؤدي أثمان ملابسهم من الخزانة العامة، وأرضى عامة المدن بإصدار قانون الحبوب Iex Frumentaria وبمقتضاه أخذت الحكومة على نفسها أن تعطي القمح لكل من يطلبه بسعر ستة آسات وثلث آس لكل موديوس Modius (أي بما يعادل ٣٦ slash ١٠٠ من الريال الأمريكي لكل جالونين) وهو نصف ثمنه في السوق. وكان هذا العمل الأخير صدمة عنيفة للمبادئ الرومانية القديمة- مبادئ الاعتماد على النفس- كما كان له آثار خطيرة في التاريخ الروماني كله. وكان كيوس يعتقد أن تجار الحبوب يبيعونها للجمهور بضعفي نفقات إنتاجها، وأن الإجراء الذي اتخذه لن يكلف الدولة خسارة ما لأن توحيد عمليات البيع والشراء سينزل بالنفقات إلى حد كبير. وسواء كان هذا أو لم يكن فإن القانون قد جعل الفقراء من سكان المدن الأحرار يناصرون ابني جراكس ويناصرون من بعدهما مارينوس وقيصر بدل أن كانوا موالي للأشراف وأتباعاً لهم، يعملون لإطعامهم وتوفير أسباب الترف لهم، كما كان عماد الحركة الديمقراطية التي بلغت ذروتها في كلوديوس Clodius وقضى عليها في أكتوم.
وكان الإجراء الخامس يهدف إلى تثبيت سلطان الحزب الذي ينتمي إليه بالقضاء على السنة المتبعة من زمن قديم والتي تجعل الأغنياء يقترعون في الجمعية المئوية قبل غيرهم من الطبقات، فاستبدل كيوس بهذه السنة تقليداً جديداً يجعل المئات في الجمعية يعطون أصواتهم حسب نظام يعين بالقرعة. ثم استرضى رجال الأعمال بأن جعل لهم وحدهم حق العمل محلفين عند النظر في جرائم الولايات، فأصبحوا بذلك حكاماً في قضاياهم إلى حد بعيد. ولم يكتف بهذا بل أراد أن يستثير مطامعهم فاقترح أن تفرض على جميع غلات آسيا الصغرى ضريبة توازي عشر هذه الغلات يجبونها هم أنفسهم. ثم زاد ثراء المقاولين، وأنقص عدد المتعطلين، بأن وضع برنامجاً لإنشاء الطرق في كافة أنحاء إيطاليا. ولقد