من ذلك الوقت اسم "صلا السعيد" لأنه انتصر في كل معركة، واستمتع بكل لذة، واستحوذ على كل سلطة، وعاش عيشة لا يساوره فيها خوف ولا ندم، وتزوج خمس نساء طلق منهن أربعاً واستكمل متعته بالمحاظي، ولما بلغ الثامنة والخمسين من عمره أصيب بخراج في القولون بلغ من شدته "أن اللحم النتن استحال قملاً، بلغ من الكثرة حداً كان لابد معه من استخدام كثير من الرجال والنساء لقتله، ولكن القمل أخذ يزداد ويتضاعف حتى لم تتلوث به ثيابه، وحماماته، وآنيته فحسب، بل تلوث به أيضاً طعامه نفسه (٢٣) " على حد قول أفلوطرخس. ومات صلا على أثر نزيف في الأمعاء، ولم يكد يقضي في عزلته عاماً واحداً (٧٨ ق. م) ولم يفته أن يملى قبريته قبل وفاته: "لم يخدمني قط صديق، ولم يسئ إلي أبداً عدو، إلا جزيت الأول على خدمته والثاني على إساءته الجزاء الأوفى".