للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

"إليك ما حدث حين نزلت إلى المستنقع … رأيت فيه امرأة لم تكن صورتها كصورة الخلائق الفانين. وانتصب شعري قائماَ على أطرافه حين أبصرت غدائرها، وذلك لفرط جمالها وبهائها. ولم أفعل قط ما قالته لي؛ فقد تملكت الرهبة منها جسدي " (١٥٢).

ولدينا من أغاني الحب الجميلة عدد كبير، ولكن معظمها يتحدث عن غرام الأخوة والأخوات (١)، ولهذا تسخر منه أذن السامع في هذه الأيام وتصطك لسماعه. ومن هذه الأغاني مجموعة سميت "الأغاني الجميلة السارة التي غنتها أختك حبيبة قلبك، التي تسير في الحقول".

ولدينا محارة من عهد الأسرة التاسعة عشرة أو العشرين تضرب نغمة حديثة على أوتار الحب القديمة جاء فيها:

إن غرام حبيبتي يقفز على شاطئ الغدير.

وفي الظلال تمساح رابض؛

وليتني أنزل إلى الماء وأواجه الأمواج.

ويشتد بأسي فوق الغدير

ويكون الماء هو والأرض تحت قدمي سواء،

لأن حبها يملأ قلبي قوة.

فهي لي كتاب من الرقي والتعاويذ.

وإذ رأيت حبيبتي مقبلة ابتهج لمرآها قلبي

وفتحت ذراعي ومددتهما لأضمها إلى صدري

وينشرح قلبي أبد الدهر … لأن حبيبتي قد أقبلت


(١) يظن بعض المؤرخين أن لفظي الأخ والأخت اللذين يردان في الأغاني الغزلية المصرية لا يقصد بهما دائما أن الفتى والفتاة ابنا أب واحد وأم واحدة، بل قد يكونان لفظي إعزاز يطلق على المحب أو المحبوبة. (المترجم)