الدولة أن تضع تحت تصرفه ١٤٤. ٠٠٠. ٠٠٠ سسترس. وكان هذا المشروع في واقع الأمر سلباً للسلطة من مجلس الشيوخ، وختاماً لعودة "صلا" إلى الحكم، وإقامة لملكية مطلقة مؤقتة كانت فاتحة لملكية قيصر ومثلاً له يحتذيه.
وكانت نتيجة هذا العمل مؤيدة لهذه السابقة الخطيرة، فلم يمض على تنصيب بمبي إلا يوم واحد حتى أخذ ثمن القمح في الانخفاض، وقبل أن يمضي عليه في هذا المنصب ثلاثة شهور أتم العمل الذي أنيط به- فاستولى على سفن القراصنة ومعاقلهم وأعدم زعماءهم وإن لم يسيء استعمال السلطة غير العادية التي وضعت بين يديه. وتشجع التجار فنشطت التجارة الخارجية، ومخرت السفن عباب البحار، وتدفق على رومه سيل من الحبوب.
وقبل أن يعود بمبي من قليقية صديقه منليوس Manilius على الجمعية مشروع قانون بنقل قيادة الجيوش وحكم الولايات التي كان يقودها ويحكمها لوكلس (٦٦) إلى بمبي، وإطالة الفترة التي حددها قانون جابينيوس لسلطاته المتعددة، وعارض مجلس الشيوخ في هذا المشروع، ولكن التجار والمرابين أيدوا الاقتراح تأييداً قوياً، ذلك أنهم كانوا يؤملون أن يكون بنبي أقل ليناً من لوكلس لمدينتهم في آسيا، وأن يعيد إلى الملتزمين حق جباية الضرائب، وأنه لن يكتفي بفتح بثينيا وبنتس بل سيفتح كذلك كبدوكيا وسوريا وبلاد اليهود. وأن هذه الحقول الغنية ستُفتح أبوابها إلى التجارة والأموال الرومانية تحت حماية الجيوش الرومانية. وقام "رجل جديد" هو ماركس تليوس شيشرون Marcus Tullius Cicero كان قد اختير بريتورا في ذلك العام بمعونة رجال الأعمال فأيد "قانون منليوس، وهاجم العصبة المالية الحاكمة في مجلس الشيوخ بفصاحة وتهور لم يسمع بمثلهما في رومه من أيام أبني جراكس، وبصراحة لم تعهد قط في السياسيين". ومن أقواله في هذا الهجوم:
"إن جميع النظم الخاصة بالمال والائتمان التي تسير عليها رومه ترتبط بخراج