تأديب قراصنة قليقية. ذلك أن جزيرة رودس قد استطاعت في الأيام السالفة أن تطهر بحر إيجة من هؤلاء القراصنة؛ فلما أن ذلت رودس وافتقرت على يد رومه وديلوس لم يكن في مقدورها أن تحتفظ بالعمارة البحرية التي تمكنها من هذا العمل، ولم يكن الأشراف ملاك الأراضي المسيطرون على مجلس الشيوخ شديدي الحرص على أن تبقى مسالك التجارة البحرية آمنة من الأخطار. أما التجار والعامة فقد تأثروا بهذه الحال أشد التأثر، فقد تعذرت التجارة أو كادت في بحر إيجة بل وفي القسم الأوسط من البحر الأبيض المتوسط، ونقص المستورد من الحبوب نقصاً سريعاً ارتفع بسببه ثمن القمح في رومه حتى بلغ عشرين سسترس لكل موديس (١) أو نحو ثلاثة ريالات أمريكية لكل جالونين. وتباهى القراصنة بنصرهم فرفعوا على سفنهم التي تبلغ عدتها ألف سفينة الساريات المذهبة والأشرعة الأرجوانية، وجهزوها بالمجاديف المصفحة بصفائح الفضة. وقد استولوا على أربعمائة من المدن الساحلية، واحتفظوا بها، ونهبوا الهياكل في سمثريس Samothrace. وساموس Samos، وإبدورس Epidaurus، وأرجوس Argos ولوكاس Leucas وأكتوم Actium، وعمدوا إلى اختطاف الموظفين الرومان، وبلغت بهم الجرأة أن هاجموا سواحل أبوليا Apaulia وإتروريا.
وأراد جابينيوس Gabinias صديق بمبي أن يعالج هذا الموقف، فتقدم بمشروع قانون يجعل له السيطرة التامة مدى ثلاثة سنوات على جميع الأساطيل الرومانية وعل جميع الأشخاص المقيمين على مدى خمسين ميلاً من شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وعارض كل الشيوخ، ما عدا قيصر، هذا الإجراء العجيب، ولكن الجمعية أجازته في حماسة بالغة ووافقت على أن تمد بمبي بجيش مؤلف من ١٢٥. ٠٠٠ مقاتل وأسطول مؤلف من ٥٠٠ سفينة، وأبلغت خزانة