الوزن السهل الصالح للتعبير عن مختلف الأغراض، وهو الوزن السداسي الأوتاد. ثم نسي إلى حين إهمال الآلهة شؤون الناس وتباعدها عنهم فبدأ بدعوة حارة موجهة إلى فينوس إذ خالها رمزاً للرغبة المبدعة، ولطرائق السلم كما كانت محبوبة أنبادقليس فقال:
يا أم شعب إنياس، يا بهجة الخلق والآلهة، أي فينوس المغذية المربية! .. إن جميع الأحياء تحمل بها أمهاتها وتلدها، ثم تنظر إلى الشمس عن طريقك أنت. وإذا أقبلت فرت الرياح أمامك، وتبددت سحب السماء؛ إليك ترفع الأرض ذات المعجزات أزهارها الجميلة، وإليك تضحك أمواج البحر وتتلألأ السماء الصافية بالضياء الشامل. ذلك أنه إذا ما بدت تباشير النهار في فصل الربيع وهبت ريح الجنوب المخصبة فأكسبت كل الأشياء نضارة وخضرة، هللت لك طيور الهواء أولاً ورحبت بقدومك، أيتها الإلهة المقدسة، لأن قوتك قد نفذت في قلبها، ثم أخذت القطعان البرية تقفز فوق المراعي التي تفرح بقفزها، وتعبر الجداول السريعة الجريان، وهكذا يصبح كل واحد منها أسير جمالك ويسير في ركابك أينما سرت، ثم تبعثين بالحب الجميل في صدور كل المخلوقات من خلال البحار والجبال والأنهار الجارية، وأوكار الطير بين أوراق الشجر والحقول الخضراء؛ وتوحين إليها بأن تتناسل وتخلد أنواعها. وإذ كنت أنت وحدك تتحكمين في طبيعة الأشياء، وبغيرك لا يرتفع شيء إلى شواطئ الضوء اللامعة، ولا يوجد شيء بهيج أو جميل؛ فإن نفسي تتوق إليك لتكوني شريكتي في كتابة هذه الأبيات .. ألا فامنحي أيتها الإلهة ألفاظي جمالاً لا يدركها الفناء، واجعلي في خلال ذلك الوقت أعمال الحرب الوحشية تنام وتسكن … وإذا ما استند المريخ إلى جسمك المقدس فانحني حوله من عليائك، وصُبِّي الألفاظ الحلوة من فمك، واطلبي نعمة السلام إلى الرومان (٥).